الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة تكرم الدكتور “عمو عسو”.

خــــالد عـبداللطيف/تحقيق24
دعا الدكتور عمو عسو إلى ضرورة الانفتاح على الدرس البلاغي، والاشتغال على مفاهيمه ومصطلحاته” ” وقال أستاذ البلاغة في اللقاء الذي احتضنته الكلية المتعددة التخصصات بخريبكة يومه الجمعة 19 ماي 2023 والمنظم من طرف شعبة الأدب واللغة والتواصل بتعاون مع ماستر “آليات تحليل الخطاب الأدب” وماستر” التواصل البيداغوجي وديداكتيك اللغة العربية” لتكريم الدكتور عسو عمو”الذي اشتغل بهذه الكلية،” أنه يشعر بنوع من الفخروالاعتزاز، وأنه يريد ان يشتغل ويبذل مجهودات بعيدة عن هذه اللقاءات ،وان كانت هي في الحقيقة اعترافات من أناس يجلهم ويقدرهم ويحبهم ويحترمهم” وأضاف في ذات اللقاء”أنه يبذل قصارى جهده من أجل هذه الرسالة العلمية التي يتحملها الاستاذ، وهي نشر المعرفة، وأنه يريد اليوم التحدث عن موضوع عشقه منذ صغره، وهو البلاغة بصفة عامة ،والبلاغة العربية بصفة خاصة، ولذلك كان ينوي ان يلقي كلاما عاما حول المشروع الذي اشتغل عليه في البلاغة عامة ،وأكد الاستاذ عمو عسو ” ان هذا المجال متسع، ويخص قضايا متعددة تبين له انه ربما لن يكون مفيدا أكثر لو اختار موضوعا محددا ،وهو موضوع المصطلح،وقال انه سيعرض محاضرة لدرس القاه سنة 1995 بجامعة القرويين بفاس في ندوة علمية نظمته جامعة القرويين، وجامعة الزيتونة في ندوة علمية مشتركة،وخاصة ان الدرس البلاغي موضوع من المواضيع التي تعتريه صعوبات خاصة في “المصطلح”
وأكد عمو عسو في محاضرته التي أقاها امام طلبة وطالبات كلية خريبكة” ان المصطلح هو مدخل أساسي للعلم والمعرفة،واعتبر أن هذا الموضوع له قيمته ، لذلك اختار ان يتحدث عنه لكي يلفت النظر في الصعوبات والاشكالات التي تعترضه،وفي كتابه “المناهج البلاغية الذي اصدره سنة 2002 تحدث فيه الدكتور عمو عسو عن الاكراهات والصعوبات، والعوائق التي يتلقاها الطالب، وقال انه “يشعر بنوع من الفخر والاعتزار بالبحث في البلاغة خصوصا في التعليم الثانوي ، وقال إن اشكالية المصطلح البلاغي تعمق عنده عندما كنت ادرس في الجامعة ،واصطدمت بمشكل المصطلح ، وقد انجزت اطروحة في كتاب” مختار الأخيار في فوائد معيار النظار” لعلي السيد الشريف الجرجاني، وقال المحاضر “أنه يشعر بنوع من الفخربالتعامل مع هذا المؤلف البلاغي، و الاطروحة التي أنجزها في دكتوراه السلك الثالث تحت اشراف الدكتور”جعفر الكتاني”سنة1990 ،تعتبر عملا رائدا في هذا الباب خصوصا حينما يتعلق الأمر بالتحقيق في كتاب نادر وصعب المنال والتداول.
واعتبر الدكتور عمو عسو في محاضرته القيمة تحت عنوان” أن الكتاب الذي قام بتحقيقه هو مؤلف بلاغي، ينتمي الى مرحلة بلاغية متأخرة،ولاتوجد منه الا نسخة واحدة وفريدة في الخزانة العامة،وهو كتاب أنجز مابين القرنين الثامن والتاسع وأن الاقتراب من هذا المنجز البلاغي الاصيل والقيم، يقتضي إعمال العقل والحواس كلها، مع إلزامية الغوص في العديد من المؤلفات البلاغية القديمة والتوسل اليها، من أجل تقديم بعض الايضاحات الاولية حول كتاب” مختار الاخيار في فوائد معيار النظار” ” موضوع التحقيق
وفي موضوع ذي صلة نبه الدكتور عمو عسو الى” ان الدرس البلاغي يحتاج الى تعميق النقاش حوله، لأن ما أنجز فيه الى حدود اليوم مايزال يحتاج الى حفريات ودراسات جادة لاستيفاء جزء من خصوصياته و امتلاك كافة جوانبه، فهو أمر مايزال محتاجا لشحذ الهمم وتوفر الارادات لتحقيق المراد منه وأضاف”أنه على هذا النحو يبدو أن معيار علم البلاغة القديم المتمثل في الكشف عن مقاصد المتكلم،أي صاحب الخطاب يتوارى لصالح معيار آخر،هو الاقناع،وذلك لا يتأتي الا بمخاطبة العقل.
ونوه الدكتور عمو عسو بأحد أهرامات المشتغلين على مفهوم المصطلح في البلاغة،ويتعلق الأمربالدكتور احمد أبوزيد الذي ألقى عرضا تحت عنوان” التضخم والتضارب في المصطلح البلاغي” في الندوة التي نظمته مجلة”المناظرة” بالخزانة العامة بالرباط،وتوجد اعمال هذه الندوة مطبوعا في العدد السادس من السنة الرابعة دجنبر 1993 بمجلة المناظرة.
والمصطلح حسب حمو عسو اختار له تعريفين:
أ: تعريف السيد شريف الجرجاني:” الاصطلاح هو إخراج اللفظ من المعنى اللغوي الى آخر، لمناسبة بينهما وقيل الاصطلاح اخراج الشيئ عن المعنى اللغوي الى معنى اخر لبيان المراد، وقيل الاصطلاح لفظ معين بين قوم معينين”
ب: تعريف: الدكتور محمد عابد الجابري:” الاصطلاح لغة هو نقل اللفظ الذي استعمل فيه للمرة الاولى، الى معنى اخر مجازي اصطلاحي لوجود اتصال بينهما، وذاك كاتصال النسب والبعضية والخصوص والاشتمال” هذه التعريفات تتفق بالرغم من المسافة الزمنية الفاصلة بينه على ان المصطلح ،هو نقل اللفظ من معنى لغوي الى معنى مجازي.،وهو النقل المقصود به تخصيص المصطلح بعد نقله المحدد وبيان المراد منه وهو المصطلح الخاص بعلوم البلاغة.
واشار الدكتور عسو عمو في ذات المحاضرة أنه ينبغي ان نميز بين نوعين من البلاغة:
“البلاغة باعتبارها أداة للتحليل هي التي نجد تعمل بامتياز في كتب الاعجاز والنقد والبلاغة.
والبلاغة باعتبارها علما له مؤلفات مستقلة بذاتها ونحن لايهمنا النوع الاول ،بقدر مايهمنا النوع الثاني الذي اهتم بالجانب النظري والمنهجي والذي عني بالتصور النظري الذي قدمناه.
وأشار المحاضر أن “علم البلاغة لقي الويل من جهتين”:
الجـــــهـــــة الأولى :تعتبره اداة للتحليل تعتمد الذوق الفني ،وتبحث عن مصدر الجودة والمزية، وهي المزية الذي وصف فيها الشيخ عبدالقاهرالجرجاني”انه كان يبحث في مزية القران الكريم في كتابيه اسرار البلاغة ودلائل الاعجاز”
والجهة الثانية: عدته علما له اسس وقواعد وضوابط محدودة وهي الجهة التي انتقد فيها السكاكي باعتباره جمد الدرس البلاغي.
وفي ذات المحاضرة ، ساق الدكتور مجموعة من الامثلة حول تطور الدرس البلاغي منذ نشأته، مرورا بتطوره وامتداده والانفتاح على الدرس البلاغي الجديد المنفتح على اللسانيات المعرفية وغيرها من العلوم.وتحدث عن علم المعاني وعلم البيان وعلم البديع،وعرض تعريفات لدهاقنة البلاغة كأبي هلال العسكري ،وابن المعتز، والحاتمي، وابن رشيق،وأسامة بنت منقد ،والشريف الجرجاني،وتحدث عن مؤيدي بلاغة اللفظ ومؤيدي بلاغة المعنى،ووضع مقارنة بين البلاغيين القدامى والبلاغيين المتأخرين،
وفي الختام أشاد الدكتور عمو عسو بأهمية البلاغة باعتبارها أحق بالتعلم ،فللقدماء فضيلة الابداع وللمتأخرين فضيلة الاتباع.
وبعد انتهاء العرض،ألقيت كلمات وشهادات مؤثرة في حق المحتفى به عمو عسومن طرف (الدكتور الشرقي نصراوي ،والدكتور شهيد عبدالفتاح،والدكتور بدوح حسن والدكتور أبو الطفيل والدكتور ذاكير كمال،نائب عميد الكلية خالد السميع وهذه الشهادات،منها مايرتبط بمساره الفكري والاكاديمي والمهني،ومنها مايرتبط بمساره الشخصي والانساني،وخلصت هذه الشهادات كون الدكتور عمو حسو” رجل التوازنات بامتياز،مشهود له بالكفاءة،ومعروف بالصرامة خصوصا فيما يتعلق بالبحث العلمي،وأنه لايخشى في الله لومة لائم كما قال الدكتور بدوح حسن” كما توصلت اللجنة المنظمة بفيديو مصور يضم شهادة الدكتور الحبيب الناصيري الذي يتواجد بالديار الايطالية في حق لمحتفى به).
كما قدمت الطالبة لخضر أسماء شريطا وثائقيا قدمت فيه شهادات لاساتذة الكلية وطلبة وطالبات ماستر اليات تحليل الخطاب الادبي وهي شهادات حية وصادقة في حق الاستاذ المكرم الدكتور عمو عسو .
وفي الاخير قدمت بعض الهدايا الرمزية للدكتور عمو عسو،تعبيرا من المحتفين به،على المكانة العالية التي يحظى بها من طرف طلبته وزملائه في الكلية،اعترافا وعرفانا بقيمته العلمية،والدرجة التي تبوأ سواء في جامعة القاضي عياض بمراكش او بكلية متعددة الاختصاصات بخربيبكة. كما وزعت شواهد الحضور على الطلبة والطالبات الذين استفادوا من ورشات وتكوينات مختلفة خلا شهر رمضان المنصرم.وقد قدر عدد المشاركين والمشاركات في هذه الورشات والتكوينات 1000 طالب وطالبة حسب تصريح لدكتور شهيد عبد الفتاح رئيس شعبة اللغة والآداب والتواصل بالكلية المتعددة التخصصات بخريبكة.