تُعدُّ الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الوطنية، وقد شهدت مسيرة التحرير في هذه المناطق العديد من المحطات الهامة التي تجسد عزم وإرادة المغاربة في استكمال استقلالهم. في هذا السياق، يُحتفل بالذكرى السنوية لاسترجاع إقليم طرفاية، الذي تم في 15 أبريل 1958، كأحد أبرز الإنجازات الوطنية التي تُذكّر الجميع بأهمية الوحدة الترابية.
انطلقت عمليات جيش التحرير بالأقاليم الجنوبية سنة 1956، تحت قيادة المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، الذي كان له الفضل في تحقيق الاستقلال الوطني. واستمرت هذه المسيرة المباركة، حيث استرجع المغرب مدينة سيدي إفني في 30 يونيو 1969، وتكللت هذه الجهود بإنجاز المسيرة التاريخية الكبرى في 6 نونبر 1975، التي أسفرت عن استرجاع الأقاليم الجنوبية، بما في ذلك مدينة العيون في 28 فبراير 1976، وإقليم وادي الذهب في 14 غشت 1979.
في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، يواصل المغرب تصديه للمناورات التي تهدف إلى النيل من وحدته الترابية. تؤكد الأسرة الملكية وأبناء الوطن جميعًا على التزامهم بمغربية الصحراء، ويعبرون عن ذلك من خلال الفعاليات والنشاطات التي تُنظم لإحياء هذه الذكرى المجيدة.
وبمناسبة الاحتفال بهذا الحدث التاريخي، ستقوم المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بتنظيم مهرجان خطابي وندوة فكرية في الفضاء الوطني للذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بالرباط، حيث سيتم تقديم كلمات وشهادات تعكس فخر المغاربة بهذه الملحمة. كما سيتم تكريم صفوة من المقاومين الذين أسهموا في الدفاع عن الوطن.
وتعزز هذه الفعاليات الروح الوطنية لدى الأجيال الجديدة، حيث ستُقام أنشطة متعددة في مختلف جهات المملكة، تشمل ندوات ومحاضرات وزيارات لفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة، لتذكير الجميع بقيم النضال والمواطنة الإيجابية.
إن الذكرى السنوية لاسترجاع الأقاليم الجنوبية ليست مجرد احتفالية، بل هي تجسيد لالتزام المغرب الثابت بالحفاظ على وحدته الترابية، وتجديد العهد مع القيم الوطنية التي بُنيت عليها مسيرة الحرية والاستقلال.