تحقيق24: يونس سركوح،
احتضنت الجماعة الترابية “تيمولاي” بإقليم كلميم، اليوم الجمعة 13 دجنبر الجاري، يوماً دراسياً ضمن فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الدولي “ظلال أركان”، تحت عنوان: “التغيرات المناخية وتحدي استدامة شجرة الأركان”. وقد شكل هذا اللقاء منصة لتبادل الخبرات والرؤى بين خبراء وباحثين في مجال البيئة والتنمية المستدامة، بهدف دراسة التحديات المناخية التي تواجه شجرة الأركان وإيجاد حلول مبتكرة للحفاظ عليها.
استهل اللقاء بمداخلة للسيد أنور جوي، المدير الجهوي للمياه والغابات بكلميم وادنون، الذي تناول تأثير التغيرات المناخية على النظم البيئية المحلية، مسلطاً الضوء على أهمية شجرة الأركان باعتبارها ركيزة حيوية في التوازن البيئي والإقتصاد المحلي. وتطرق إلى الجهود المبذولة لمواجهة التحديات المناخية التي تهدد بقاء هذا المورد الطبيعي.
وفي سياق متصل، قدم السيد محمد بوطالب، الوزير السابق والخبير في التنمية، تصوراً استراتيجياً للتعامل مع إشكاليات استدامة شجرة الأركان. وشدد على ضرورة تعزيز التعاون بين الفاعلين المحليين والمؤسسات الوطنية والدولية، مؤكداً أن استدامة هذا المورد تتطلب جهوداً منسقة وبرامج شاملة لمواجهة التغيرات المناخية.

أما الدكتور الطاهر صابر، أستاذ سوسيولوجيا التنظيمات، فقد تناول البعد الإجتماعي والثقافي لشجرة الأركان، مشيراً إلى دورها في تعزيز التنمية المجتمعية ودعم التراث المحلي. وأكد أن حماية هذا الموروث الطبيعي لا ينفصل عن الإهتمام بالجوانب الإجتماعية والإقتصادية للسكان المحليين.
من جهتها، قدمت المهندسة هدى بوسكري، ممثلة الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، عرضاً حول الجهود المبذولة من قبل الوكالة في التكيف مع آثار التغيرات المناخية، مع التركيز على البرامج الرامية إلى صون هذه الشجرة الفريدة وضمان استدامتها في ظل الظروف المناخية المتغيرة.
وقد أثرت مداخلة الأستاذ مبارك أوراغ، الباحث بجامعة ابن زهر بأكادير، النقاش برؤية علمية حول كيفية تعزيز الأبحاث والممارسات الزراعية المستدامة التي تدعم بقاء شجرة الأركان. وأشار إلى أهمية إدماج التكنولوجيا الحديثة في تحسين أساليب الزراعة التقليدية، بما يسهم في زيادة مردودية هذه الشجرة الحيوية.
وفي ختام اللقاء، ألقى السيد رشيد مسعودي، النائب الثالث لرئيس المجلس الجماعي لتيمولاي، كلمة باسم المجلس الجماعي، أكد فيها أهمية مثل هذه التظاهرات العلمية في نشر الوعي حول ضرورة الحفاظ على شجرة الأركان، التي تمثل جزءاً لا يتجزأ من التراث البيئي والثقافي للمنطقة. ودعا إلى مواصلة العمل الجماعي لتأمين مستقبل مستدام لهذه الثروة الطبيعية.
وحظي اليوم الدراسي بإشادة واسعة من المشاركين الذين أكدوا على ضرورة تعزيز البحث العلمي والمبادرات العملية لمواجهة التغيرات المناخية. وشددوا على أهمية مقاربة تشاركية تضمن استدامة شجرة الأركان باعتبارها رمزاً للثراء الطبيعي والثقافي للمنطقة ومصدراً رئيسياً للدخل بالنسبة لعدد كبير من السكان المحليين.