صوت وصورة

عدسة “كاميرا””تحقيق24” ترصد كارثة بكل المقاييس تنتظر سكان “قصبة تادلة”.

فؤاد الشافعي،

قال تعالى “كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا” صدق الله العظيم
امطار الخير والعطاء كانت اليوم لربما بردا وسلاما على مدينة قصبة تادلة،شأنها في ذلك شأن باقي المدن المغربية التي عرفت تساقطات وصفت بالمهمة لما لها من إيجابيات على المدن المغربية .
تساقطات ستساعد لا محالة في فك ولو القليل من العزلة المائية التي بدت تعرفها مدينة قصبة تادلة وضواحيها
في الآونة الأخيرة،رغم كونها تزخر بفرشة مائية غنية ،ولأنها ولحد الآن لا تعاني أي نقص مائي مقارنة ببعض المدن الاخرى، ما عدا قطع المياه على نهر ام الربيع – كما قال السيد وزير الفلاحة من اجل توفير الماء الشروب لساكنة البيضاء ونواحيها -عصب الحياة بقصبة تادلة، في الوقت الذي بدأت تعرف فيه بعض المدن مجموعة من التدابير المائية الاحترازية لنذرة المياه ، كالتنظيم الزمني لقطع وتزويد الساكنة بالمياه ،
إلا أن ما يميز مدينة قصبة تادلة في ظل تساقطات اليوم هو كثرة اللغط على بعض النقط السوداء فيما يخص تصريف مياه الأمطار سواء بشارع 20 غشت قرب الدرك الملكي ،حيث الأشغال لم تبدأ بعد ولن تنتهي ،أو في نفس الشارع في اتجاه الطريق المؤدية إلى مدينة ابي الجعد أو ما يسمى بتجزئة السموزية .هذه الأخيرة التي تعرف عادة عند هطول الأمطار مشاكل في عملية تصريفها حيث هناك شبه فيضانات سواء على مستوى الشارع العام الوحيد بالمدينة أو بعض الازقة المجاورة له . ما ينتج عنه تسرب المياه إلى بعض منازل الساكنة هناك .حيث يمكن الحديث عن خسائر مادية تكررت عدة مرات دون أي فائدة .إلى درجة أن بعض السكان يحضرون بعض الاعوان القضائيين من أجل ظبط الخسائر وبالتالي مطالبة المجلس البلدي بتعويضهم .
يرافق دائما هذا العطاء الرباني الغير المحظور نقاش سياسي محلي حول طريقة تدبير صرف هذه المياه لهذه المنطقة أو الحي أو هذا الشارع ، من خلال ملاحظات حول سعة وسمك القنوات المستعملة أو من خلال طريقة وضع أو هندسة بالوعات الصرف الصحي أو مكان إثباتها وطريقة ربطها بالبالوعات الرئيسية وغيرها من الأسئلة الأخرى .
نقاش يمكن وصفه باللغط السياسي البيزنطي الذي لا يرجى منه خير من قبيل على من تقع المسؤولية أو أي ولاية جماعية ام على المقاولة المكلفة بالتجهيز لهذه التجزئة السكنية أو تلك ،
إلى هنا يبقى الأمر جد جد طبيعي لأنها أمور تقع في جميع المدن والدول مع التغيرات المناخية التي يعرفها العالم ، إلا أن الغير الطبيعي والمجحف في حق الساكنة هو عدم القيام بأي جهد جدي مبادر يذكر من أجل القضاء على هذه النقط السوداء التي عمرت للأسف طويلا ، والاكتفاء بالاعتماد على الروتيني اليومي أو عدم القيام به من أجل حل هذه المشاكل الذي بدت تستعصي بالتوالي سنة بعد سنة ومجلس بعد مجلس .دون أخذ أي مبادرة جادة وعلمية تذكر من أجل تفادي هذه المشاكل إلا من خلال عمليات ترقيعية محتشمة من هذا المجلس أو ذاك ، باستحداث بالوعة هنا أو هناك أو تنظيفها في كل ما مرة دون محاولة استئصال هذا الورم تحدوها استشارات مهندسين لا يتحدثون سوى عن الاكراهات المادية مع غياب النظرة الإبداعية العملية الجادة لحل هذه المشاكل .
هذه الروتوشات أو البريكولات وما يصاحبها من لغط سياسي بعد طول انتظار ، لم تعد بأي حال من الأحوال طبيعية ،بل تنتج عنها بعض المخاطر التي لم ولن تكن في الحسبان، والتي يمكن أن تكون لها تداعيات جسيمة مادية وبشرية على الساكنة .كما هو الشأن في حي “السموزية” ذلك أن الفيديو الذي توصلت به جريدة تحقيق 24 ، بخصوص تسرب المياه إلى مآرب بعض المنازل المجاورة فيما بينها ، تسرب إلى مستوى صبيب متعدد على شكل عيون متفجرة تتعدى الأربعة أو الخمسة مع ظهور تصدعات في مآرب هذه الدور التي تزداد سمكا كل مرة يوحي بوادر كارثة بكل المقاييس وبامتياز ،لا يمكن مستقبلا معرفة حجم المخاطر التي تخفيها ،في غياب تام لأي مجهود للمجلس البلدي أو للسلطات المحلية أو رجال الإطفاء . وقد تصل الوضعية الكارثية إذن إذ لم يكن هناك تدخل استعجالي إلى درجة الخطر ،إلا وهي الدور الآيلة للسقوط ، لانه لا أحد من السلطات كلف نفسه عناء البحث والتقصي بل يبقى التقصير واللامبالاة سيد الموقف .
اننا إذن بصدد مشهد كارثي بكل المقاييس ،وجب على الجميع و بدون استثناء التدخل بحزم وبصورة استعجالية كل من موقعه لحلحلة هذه القنبلة الموقوتة والنزول إلى الميدان وليس الانشغال باستعمال سيارات المصالح من أجل المراقبة التبجحية الانانية والتباهي بالمنجزات الدونكيشوطية في شوارع المدينة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى