تحقيق24/محمد مسير أبغور
شواطئ المضيق مارتيل الفنيدق وكل شواطئ مدن الشمال تعيش على ازمة اقتصادية غير عادية .وذالك لاسباب يظن اغلب المهتمين بالشأن العام مجهولة لكن عند النظر بعين الحقيقة والصراحة فهذه الوضعية كانت منتظرة من طرف العارفين بالاقتصاد الموسمي والمرتبط اصلا بالسياحة وقطاع الخدمات بالاخص .الجهات المختصة غير مهتمة بالوضع واخص بالذكر الجماعات الترابية المسيرة للمدن غرفة التجارة والصناعة والخدمات ومؤسسات عديدة تم افراغها من محتواها التدبيري باسباب سياسية عديدة وصراعات عقيمة ضريبتها الركود والكساد في المنطقة .
فالوعي باهمية السياحة ليس مرتبط بالبنية التحتية او المرافق السياحية وقطاع الخدمات بالقدر ما هو مرتبط بالعنصر البشري وثقافة استقبال الزائر وتوفير الراحة للاستجمام الجيد .العبثية والعشوائية كانت لها دور اساسي في تراجع الاقبال السياحي على مدن الشمال والاعلام المحلي ساهم في الكثير من الاسائة للمدن وبشكل غير مباشر بالاضافة الى تقادف المسؤولية بين السلطات المنتخبة والسلطة الوصية وعدم تفعيل ربط المسؤولية بالمحاسبة شواريع مكتضة بالفراشة مواقف السيارات دون المستوى التنظيمي يرتقي للمنافسة السياحية من دول الشمال .جل اثمنة الخدمات مرتفعة مقارنة مع الدخل الفردي للاسر المتوسطة اثمنة الاجار خيالية بالاضافة الى الجشع المستشري بين العاملين في مجال السياحة الداخلية .
فبالرغم من تشديد لهجة الخطاب من طرف وزارة الداخلية والتعليمات الموجهة للعمال والولات بضرورة الاستعداد القبلي للموسم نجد ان مايتبين في ارض الواقع لا علاقة بتاتا بالشعارات اثناء الاجتماعات الرسمية التي تعقدها المؤسسات المتداخلة وبدون اشراك المجتمع المدني الذي يعتبر الشريك الاساسي لتطوير الخدمات السياحية في ربوع اقاليم الشمال .الذي ينبغي استدراك الوقت وتنزيل اجراءات صارمة على كل الفاعلبن عبر لجن مراقبة الاثمنة والنظافة والعمل على تكثيف حملات لتحرير الشواطئ والملك العام من المهيمنين على الفضاءات العمومية باعتبارهم السبب الرئيسي لعزوف المغاربة على القدوم الى مجموعة من الشواطئ بسبب الاكراهات والمضايقات الخطيرة من طرف مهن غير قانونية وغير مبررة سوى عند المنتفعين من استمرارها سواء من يستغلها سياسيا او اقتصاديا او من يعتبرها مدخول اضافي من قبيل الريع الاقتصادي .فاغلب المستغلين يصرحون انهم يدفعوا مقابل لجهات عديدة من اجل الاستغلال منها جهات رسمية وجهات اخرى غير مصرح بها قانونيا .
جدير بالذكر ان كل هذه العشوائيات المذكورة هي السبب الرئيسي لعزوف المغاربة على المجيئ لمدن الشمال منذ رحيل الوالي محمد اليعقوبي عن شمال المغرب والوضعية تزيد تأزما من الجانب السياحي وبالاخص عمالة المضيق الفنيدق مارتيل الذي كان يليها اهتماما بالغا من حيث الاهمية السياحية والبنية التحتية بالاضافة الى قطاع الخدمات الذي كان يسهر على مراقبتها وجعلها مؤهلة في خدمة جمالية ورونق المدينة