تحقيق24/زهرة زكي,
جائحة كورونا , تغير المناخ , الغلاء , فقدان شخص عزيز , فقدان وظيفة وعدة أشياء أخرى جعلت أغلبنا في الاونة الأخيرة مرضى نفسيين بدون أن نحس بدلك , وحتى ان احسسنا فاننا لا نصدق ولا نعترف , لأن المرض النفسي في مجتمعنا المغربي خاصة والعربي عامة هو أمر مخجل جدا , فالمريض النفسي ان تحدث عن مرضه أمام أحد قد يزيد مرضه النفسي في التزايد لأنه لو حاول وتحدث فالكل سينعثه بالجنون وحتى ان لم ينعتوه بالجنون فانهم سيعتبرون مرضه هو ناتج عن ضعف ايمانه وبعده من الله , فيزيد احساسه بأنه قد اصبح كافرا وهدا قد يزيد الطين بلة وسيتفاقم مرضه أكثر فأكثر , فربطنا للمرض النفسي بعدم الايمان هو أمر خطير وخطير جدا في حق مريض نفسي .
ان المرض النفسي كلنا معرضون له تماما مثل المرض العضوي أو أكثر أيضا , فالمرض العضوي عندما يصيبنا نركض فورا الى الطبيب لكن عندما يصيبنا مرض نفسي فاننا نستهتر به ولا نعي أبدا أنه لأمر خطير , فقد يصيبنا حزن أو ارهاق نفسي ونتجاهله ولا نعرف أنه قد يؤثر على المحيط القريب والعمل والعلاقات وعلى تفاصيل أخرى كثيرة , وان تطور هدا الحزن او الارهاق الدي حسبناه عابرا الى أشياء خطيرة قد تؤدي بنا الى التفكير في الانتحار و ان نكون خطرا على الاخرين ونرتكب جرما قد نندم عليه بعد فوات الاوان , فنحن مرضى نفسيين شئنا أم أبينا وعلينا ان نتعامل مع المرض النفسي مثله مثل المرض العضوي ولا نخجل منه أبدا .
في المرض النفسي علينا أن نركض الى الله سبحانه وتعالى أولا والى الطبيب النفسي ثانيا وليس الى الراقي أو الفقيه لان هدا الاخير سيملأ العقول بالخزعبلات التي قد تزيد المرض استفحالا و ليس ببعيد أن يؤدي صاحبه الى الجنون التام , لأن المرض النفسي هو عبارة عن خليط من الخوف والإحباط والاكتئاب والقلق والفقيه او الراقي سيؤكد للمريض بالتأكيد بانه مسحور او به مس من الجن وهدا سيزيد من مرضه و قد يؤدي به الى الجنون التام لا ينفع معه علاج ولا دواء , ولهدا فالطبيب النفسي وحده يستطيع التكفل بحالات المرض النفسي وليس غيره .
في الختام يجب أن نعلم كلنا أننا بشر وكلنا معرضون للمرض النفسي ونعي أن المريض النفسي ليس مجنونا وليس ضعيف ايمان بل انسان يتألم نفسيا , انسان له ظروفه الخاصة فالزوج مثلا في مجتمعنا تنهكه ضغوط الحياة من غلاء المعيشة متطلبات الابناء والحياة وغيرها , والزوجة أيضا قد تنهكها ايضا ضغوط ومشاكل الحياة الزوجية , ولا ننسى أيضا ان هناك ضغوطات محمولة من الطفولة , لهدا علينا ان نحمي انفسنا لوقاية انفسنا جيدا من كل ادى قد يصيب أنفسنا مثل ما نحمي اجسامنا ايضا , لاننا بكل بساطة كلنا معرضون للأمراض النفسية .