أزمة سياسية تلوح في الأفق و أنباء عن احتمال انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة

الزهرة زكي

محمد مسير ابغور

المستجدات السياسية والخروج الإعلامي المثير للسيد راشيد الطالبي العلمي مدافعا عن الحكومة كعضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار، مكذبا المعطيات التي قدمها نزار بركة، وزير التجهيز والماء والأمين العام لحزب الاستقلال، بشأن حصول مستوردي الأغنام والأبقار على دعم مالي بقيمة مليار و300 مليون درهم،
المتتبعون للشان السياسي الوطني اعتبروا ان دفاع الطالبي العلمي على الحكومة خرق سافر للدستور المغربي وتطاول على اختصاصاته على اساس ان مؤسسة البرلمان مؤسسة تشريعية ودورها رقابة الحكومة وليس الدفاع عنها .

مصادر مطلعة من حزب الاستقلال يصرح ان خيار الانسحاب من الحكومة بات محتملا للحفاظ على ماء وجه الحزب الذي يعتبر تاريخ الامة المغربية .واعتبار ان رد رئيس البرلمان يعتبر تجريح في الحمولة التاريخية للحزب وان المعطيات الذي صرح بها الامين العام لحزب الاستقلال نزار بركات معطيات رسمية ومتداولة على شكل واسع وتعتبر تصريحات لعدة مسؤولين حكوميين وانها معطيات حقيقية بدون مزايدات سياسية .

. وبالتالية يعتبر موقف الانسحاب احتجاجًا على ما يعتبره الحزب سوء تدبير للشأن العام، إضافة إلى الاختلالات الناتجة عن تضارب المصالح بين السياسي والاقتصادي، مما يخدم مصالح بعض الفاعلين داخل حزب التجمع الوطني للأحرار وخاصة بعد ورود انباء اعلامية متداولة حول دخول الفرقة الوطنية تحت اشراف النيابة العامة المختصة في التحقيق في تداعيات فشل الحكومة في تدبير قطاع حيوي مرتبط بالقوت اليومي للمغاربة واستغلال الوضعية الاقتصادية للبلاد واستغلال المال العام في دعم اقلية تابعة لحزب رئيس الحكومة في استيراد اضاحي العيد وتحقيق ارباح خيالية على حساب المال العام ..

وحسب نفس المصادر، فإن أعضاء وعضوات باللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال عبّروا عن غضبهم إزاء محاولة الطالبي العلمي التشكيك في مصداقية أمينهم العام، الذي كشف بعض الجوانب غير المعلنة من تدبير حكومة أخنوش، والتي – وفق تعبيرهم – تخدم فئة معينة تستفيد من المال العام، في حين أن السياسات الحكومية انعكست سلبًا على معيشة المواطنين.

وأكد المصدر ذاته أن خيار انسحاب حزب الاستقلال من الحكومة ليس جديدًا، إذ سبق أن انسحب من حكومة بنكيران احتجاجًا على سياسات اعتبرها موجهة ضد القدرة الشرائية للمواطنين. وإذا قرر الحزب الانسحاب هذه المرة، فسيكون ذلك تعبيرًا عن تمسكه بمواقفه التي تتماشى مع توجهه التاريخي في الدفاع عن مصالح الشعب.

في المقابل، كشفت المصادر أن حزب التجمع الوطني للأحرار أعد استراتيجية بديلة تحسبًا لاحتمال انسحاب حزب الاستقلال، ويرجّح أن يتمثل هذا البديل في ضم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبر الاقتراحات والتعينات الاخيرة مثال حسن طارقة بورقية ومناصب اخرى في مؤسسات دستورية حساسة باقتراح لضم الحزب المذكور إلى الائتلاف الحكومي تحسبا لانسحاب حزب الاستقلال في ظل رفض باقي الأحزاب الانضمام واستمرار معارضتها للحكومة، التي لم تفِ بوعودها بعد سنوات من التسيير، وسط معاناة المواطنين من الغلاء وجشع المضاربين في الأسعار.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.