أسطول الحرية والاختطاف الإسرائيلي: شهادة عزيز غالي من داخل السجن

ياسين لتبات ياسين لتبات

كشف عزيز غالي، الرئيس السابق للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، تفاصيل تجربته في أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، والتي انتهت باعتقاله في السجون الإسرائيلية لمدة عشرة أيام.

وأكد غالي أن رهانهم منذ البداية كان على الجماهير الشعبية وليس على أي نظام رسمي. وقال في كلمته: “راهنا عليكم وأنتم راهنتم على صمودنا، نحن صمدنا وبكم خرجنا من السجن”. وشدد على أنهم رفضوا منذ اللحظة الأولى أي تعامل مع الكيان الصهيوني، نافياً كل ما تردد في وسائل الإعلام حول قبولهم بالترحيل أو التوقيع على أي وثيقة.

وأشار غالي إلى أن المعتقلين دخلوا في إضراب عن الطعام رفضاً لتناول طعام السجن الإسرائيلي، معتبرين أنفسهم مختطفين وليسوا معتقلين عاديين. وحين سألتهم القاضية عن رغبتهم في العودة إلى المغرب، كان جوابهم واضحاً: “قبل التفكير في الذهاب إلى المغرب، يجب أن نتحدث حول اختطافنا وحول هذه المهزلة التي يقوم بها الكيان الصهيوني”.

وفي تفاصيل الرحلة البحرية، أوضح غالي أن أسطول الحرية وصل هذه المرة إلى مسافة 24 ميلاً بحرياً فقط من شواطئ غزة، مقارنة بسفن سابقة تم اعتراضها على بُعد 60 و120 ميلاً. وقال: “كانت فقط حوالي ساعتين ونصف من الإبحار وكنا سنكون في شواطئ غزة، لكن تدخل العدو واختطف السفن وصادر حتى الملابس الشخصية للمتطوعين”.

وأشاد غالي بالتنوع الإقليمي للأسطول، مشيراً إلى أن السفينة التي كان على متنها ضمت متطوعين من المغرب، الجزائر، تونس، موريتانيا وليبيا، واصفاً إياها بـ”السفينة المغاربية بامتياز”. وأضاف: “هذا هو مغرب الشعوب الذي يمكنه تحرير منطقتنا بأكملها”.

ولفت إلى أن الأسطول ضم 48 جنسية مختلفة، ما يجسد البعد الأممي للقضية الفلسطينية، مشيداً بالمتضامنين الذين رفضوا مغادرة السجن قبل خروج جميع المعتقلين، خاصة المتطوعين النرويجيين.

واستعرض غالي ظروف الاعتقال في سجن كيتسيوت، الذي تسميه المقاومة “أنصار 3”، مطالباً بالتفكير في مصير 10 آلاف معتقل فلسطيني، من بينهم 400 طفل و20 معتقلاً يقضون أكثر من 40 عاماً في السجون. وقال: “نحن قضينا عشرة أيام وها أنا بينكم، لكن هناك من يقضي عقوداً في نفس السجن الذي فيه مروان البرغوثي”.

وأكد غالي أن تحرير الأسرى الفلسطينيين مسؤولية الجميع، داعياً إلى الاستمرار في النضال حتى تتحرر فلسطين “من البحر إلى النهر”.

وفي لحظة درامية، روى غالي مواجهة وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير عندما جاء إلى السجن واتهمهم بالإرهاب والانتماء إلى حماس: “صرخنا في وجهه: أنت الإرهابي وأنت قاتل الأطفال، فما كان منه إلا أن أصدر أمراً بالابتعاد عنا”.

وفي نقد لاذع للموقف الرسمي المغربي، قال غالي: “لم يزرنا أي مسؤول مغربي واحد، لا داخل الكيان ولا في تركيا بعد الإفراج عنا”. وأضاف أن أحد المسؤولين الإسرائيليين قال لهم أثناء إضرابهم عن الماء: “ما ذنبنا إذا كانت دولتكم لا تريد أن تعترف بكم؟”.

اترك تعليقا *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ركن الإعلانات والإشهارات

أبرز المقالات

تابعنا

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.