تشهد الساحة البرلمانية المغربية خلال الأسبوع الجاري سلسلة من الزيارات واللقاءات التي تعكس دينامية الدبلوماسية البرلمانية للمملكة، وتعزز حضورها على المستوى الدولي.
فقد استقبل رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، أمس الثلاثاء بالرباط، وفدا عن جمعية قدماء البرلمانيين الإيرلنديين برئاسة ميري فلاهيرتي، وزيرة الحماية الاجتماعية السابقة، الذي يقوم بزيارة عمل للمغرب من 22 إلى 29 شتنبر الجاري. وتضم هذه الزيارة لقاءات وزيارات ميدانية للاطلاع على الأوراش الكبرى التي أطلقها المغرب تحت القيادة الملكية.
ويضم الوفد عددا من الشخصيات السياسية البارزة في إيرلندا، من ضمنهم وزراء ومسؤولون برلمانيون سابقون، حيث شكل اللقاء مناسبة لتبادل الرؤى حول سبل تطوير التعاون البرلماني وتعزيز العلاقات الثنائية.
وفي سياق متصل، أجرى رئيس لجنة القطاعات الاجتماعية بمجلس النواب، حميد نوغو، اليوم الأربعاء بالرباط، مباحثات مع رئيس لجنة البناء الاجتماعي بالجمعية الوطنية الشعبية الصينية، يانغ زينوو. وقد أكد الطرفان على متانة العلاقات التاريخية بين المغرب والصين، مشيرين إلى محطات بارزة مثل الشراكة الاستراتيجية الشاملة سنة 2016، وانضمام المغرب لمبادرة “الحزام والطريق” سنة 2017.
كما شدد الجانبان على أهمية تبادل الزيارات بين اللجان البرلمانية وتفعيل مجموعات الصداقة الثنائية، بما يسهم في تعزيز التعاون في مجالات الصحة والحماية الاجتماعية والتشغيل، وكذا في التنسيق بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جانب آخر، يقوم أعضاء مجموعة الصداقة البرلمانية المغرب–كازاخستان بزيارة عمل إلى جمهورية كازاخستان، ما بين 21 و25 شتنبر الجاري، حيث عقدوا لقاءات مع نظرائهم بمجلس النواب ومجلس الشيوخ الكازاخستاني. وجرى خلال هذه اللقاءات التأكيد على أهمية تطوير التعاون الاقتصادي، خصوصا في مجالات الفلاحة والتبادل الرقمي والتعليم، فضلا عن تعزيز الشراكة عبر تبادل الخبرات والبرامج الأكاديمية.
كما رحب الجانبان بقرار إلغاء التأشيرات بين المغرب وكازاخستان ابتداء من مارس 2025، معتبرين إياه خطوة نوعية لدعم المبادلات التجارية وتسهيل التواصل بين الشعبين.
وتعكس هذه اللقاءات المتعددة، وفق المراقبين، مكانة البرلمان المغربي كفاعل أساسي في الدبلوماسية الموازية، ودوره في ترسيخ جسور التعاون مع شركاء استراتيجيين في أوروبا وآسيا.
