تحقيق24: يونس سركوح،
نظّمت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير التابعة لجامعة ابن زهر بأكادير، يومي 28 و29 نونبر 2024، النسخة الأولى من المؤتمر الدولي حول موضوع “قيادة المستقبل: استكشاف تقاطع الابتكار، الرقمنة، ريادة الأعمال والمالية” (DFIE). تميز الحدث بحضور السيد ياسر شهمات، نائب رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، إلى جانب مشاركة ما يقارب 90 أكاديمياً وخبيراً من مختلف القارات، يمثلون مؤسسات جامعية وشركاء دوليين من إفريقيا، أوروبا، آسيا، وأمريكا.

ويهدف المؤتمر إلى تسليط الضوء على دور الرقمنة في تحفيز الابتكار وريادة الأعمال، وتحسين أداء المؤسسات الاقتصادية. وقد مثّل الحدث منصة عالمية لتبادل الأفكار والخبرات حول التحديات الراهنة والتحولات الرقمية التي تعيد تشكيل الأنظمة الاقتصادية.
وتميّز البرنامج بتنظيم مائدتين مستديرتين شارك فيهما خبراء من المغرب وإسبانيا والبرتغال وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة. ناقش المشاركون فرص تطوير الشراكات بين الجامعات والمؤسسات الدولية، وأبرزوا أهمية الابتكار الرقمي كأداة لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة وتعزيز التنافسية الوطنية والدولية.

في كلمته خلال المؤتمر، أكد هشام محمد حامري، مدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، أن هذا الحدث يمثل فرصة للتعرف على الأدوار المحورية للرقمنة في دعم التسيير المالي والإبتكار والتمويل الذاتي. وأضاف أن المدرسة تسعى، من خلال هذا المؤتمر، إلى خلق نقاش علمي معمق حول التقاطعات بين الرقمنة وريادة الأعمال، بهدف تقديم حلول عملية تُسهم في تحسين أداء المؤسسات وتعزيز التنمية الاقتصادية.
ومن جانبه، أشار رشيد البطوي، مقرر المؤتمر، إلى أن الحدث يهدف إلى التشجيع على خلق المقاولات وتحسين جودة الخدمات العامة والخاصة، مؤكداً على ضرورة استثمار التحولات الرقمية لتطوير الأنظمة الاقتصادية.

وتضمن المؤتمر استعراض تجارب وطنية ودولية من دول إفريقية وأوروبية وآسيوية، بهدف تبادل وجهات النظر حول حلول علمية مبتكرة تدعم التنمية المستدامة. كما تم توقيع اتفاقيات شراكة بين مؤسسات مغربية وأوروبية لدعم البحث العلمي في مجالات الرقمنة والإبتكار والذكاء الإصطناعي.

وفي مداخلة السيد ياسر شهمات، نائب رئيس المجلس الإقليمي لتيزنيت، أشار إلى أن الرقمنة تساهم بشكل كبير في تغيير حياة الإنسان على الصعيد العالمي والوطني وهي وسيلة لا يمكن للإنسان الاستغناء عنها. كما اعتبر أن الرقمنة تعتبر ورشاً مهماً لدى المملكة المغربية، وأشار إلى تقدم كبير للمغرب في هذا المجال، حيث قطع أشواطاً مهمة، وذكر مجموعة من المنصات الرقمية التي أنشأها المغرب، من بينها منصة “رخصة”، “شكاية”، “جيد”، و”الحالة المدنية”، وغيرها من المنصات الرقمية التي أحدثها المغرب.

كما أشار إلى تجربة المجلس الإقليمي لتيزنيت الذي يعمل على تطوير تطبيق سيُستعمل على المستوى الداخلي بين مجموعة من المصالح لتشمل جميع جماعات الإقليم، وتحدث عن قرية المعرفة بتيزنيت التي يخطط برنامج التنمية الإقليمية وبرنامج التنمية الجهوية لإنشاء مشروع هيكلي وطموح بها. يتمثل هذا المشروع في “قرية المعرفة” بتيزنيت، وهو مشروع يهدف إلى تنويع وتحسين عرض التكوين العالي، بالإضافة إلى تعزيز الروابط بين الأوساط الأكاديمية والاقتصادية من خلال دمج تخصصات مرتبطة باقتصاد المعرفة، مما يسهم في تحقيق رؤية استباقية ومبتكرة.

ويُبرز انعقاد هذا الحدث بأكادير الدور المحوري للمدينة كحاضنة للفعاليات الأكاديمية والعلمية الكبرى، ويؤكد إلتزام جامعة ابن زهر بتطوير البحث العلمي وتعزيز الإبتكار الرقمي بما يخدم تطلعات التنمية المستقبلية. يُنتظر أن يُسهم المؤتمر في تعزيز التعاون الأكاديمي والمهني بين المؤسسات المشاركة، وترسيخ مكانة المغرب كفاعل دولي في مجالات الرقمنة والإبتكار وريادة الأعمال.
