“أمينة إبن الشيخ” تدافع عن الراية الأمازيغية: اتهامها بالانفصال خطر على وحدة الوطن.

tahqiqe24

يونس سركوح،

أثار منشور للصحافية والمناضلة الأمازيغية “أمينة إبن الشيخ” على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” نقاشاً واسعاً في الأوساط الإعلامية والثقافية، وذلك عقب إشارتها إلى خبر وصفته بـ”الغريب”، صادفته أثناء تصفحها لبعض المواقع الإلكترونية كعادتها كل صباح، ويتعلق بتوجيه أحد الأشخاص رسالة إلى رئيس مجلس النواب ورؤساء الفرق البرلمانية، يدعوهم فيها إلى تقديم مقترح قانون يهدف إلى تجريم رفع الراية الأمازيغية، معتبراً إياها “راية انفصالية”.

واعتبرت “أمينة إبن الشيخ” أن هذا التوصيف مرفوض تماماً، بل وخطير، لما يحمله من دلالات تمس بالتعدد الثقافي الذي يميز الهوية المغربية، مؤكدة أن الراية الأمازيغية لا تمثل بأي حال من الأحوال بديلاً عن العلم الوطني، ولا تشكل تهديداً لوحدة البلاد أو رموزها السيادية. وأشارت إلى أن هذه الراية تُعد رمزاً ثقافياً يعبر عن هوية شعب ضارب في جذور الأرض والتاريخ، ويمثل أحد الأعمدة الحضارية للمملكة. وذكّرت بأن الأمازيغ لم يكونوا يوماً دعاة انفصال، بل كانوا من أوائل المدافعين عن وحدة الوطن، سواء خلال فترات مقاومة الاستعمار أو في مراحل بناء الدولة الحديثة.

وانتقدت “أمينة إبن الشيخ” ما وصفته بمحاولة “شيطنة” الراية الأمازيغية واتهامها بالانفصالية، واعتبرت ذلك تراجعاً عن روح دستور 2011، الذي أقر بشكل صريح التعددية الثقافية واللغوية للمغرب، وكرّس الأمازيغية كمكون أصيل من مكونات الهوية الوطنية. وأعربت عن استغرابها من دعوات تجريم رمز ثقافي أقره الدستور، معتبرة أن هذا النوع من الخطاب لا يعزز الوحدة الوطنية، بل يخدم الخطابات المتطرفة التي ترفض الاعتراف بتنوع المغرب وغناه الثقافي.

وأكدت “أمينة إبن الشيخ” أن الراية الأمازيغية ليست ملكاً لجهة أو فئة معينة، بل تمثل رمزاً ثقافياً مشتركاً بين شعوب أمازيغية تمتد جغرافياً من سيوة إلى جزر الكناري، ومن الساحل إلى دياسبورا المهجر، وهي لا تحمل أي عداء لأي مكون من مكونات المجتمعات التي تنتمي إليها، بل تعبر عن الوعي الجماعي لشعوب تسعى إلى نيل الاعتراف والكرامة في إطار وطني شامل.

وشددت على أن المساس بالرموز الثقافية والهوياتية، تحت أي ذريعة، هو توجه غير سليم لا يخدم مصلحة الوطن، بل يفتح الباب أمام أزمات مجتمعية لا مبرر لها. وأكدت أن الدفاع عن الراية الوطنية يظل واجباً دستورياً لا خلاف حوله، غير أنه لا يجب أن يكون ذريعة لخلق معارك وهمية ضد مكونات أصيلة من المجتمع المغربي.

واختتمت منشورها بالتأكيد على أن الهوية الأمازيغية راسخة، وأن الراية الأمازيغية ستبقى حاضرة كرمز ثقافي يعبر عن جزء لا يتجزأ من الشخصية المغربية، مضيفة عبارة: “تودرت ءيتمازيغت” أي “تحيا الأمازيغية”.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.