تحقيق24: يونس سركوح
في خطوة تعكس التزام المغرب بحماية أطفاله من ظاهرة التنمر، أشرفت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم، رئيسة المرصد الوطني لحقوق الطفل، والسيدة بريجيت ماكرون، اليوم الثلاثاء، على إطلاق حملة “محاربة التنمر في الوسط المدرسي والتنمر السيبراني” في إعدادية “أبي ذر الغفاري” بالرباط.
تسعى هذه الحملة، التي تأتي تحت شعار “لنعمل معا”، إلى تعزيز الوعي حول مخاطر التنمر المدرسي والتنمر السيبراني، حيث تعتبر هذه الآفة مشكلة عالمية تتطلب جهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية. وفي هذا الإطار، سيتم تنفيذ مجموعة من الأنشطة، منها بث كبسولة توعوية حول التنمر في 3770 مؤسسة تعليمية، وتصميم تطبيق “اتحاد” الذي يهدف إلى تقديم الدعم للأطفال الذين يتعرضون للتنمر.
وفي كلمتها خلال هذا الحدث، أكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة للا مريم على أهمية العمل الجماعي لمواجهة هذه الظاهرة، مشددة على ضرورة توعية الأطفال وتزويدهم بالأدوات اللازمة لحماية أنفسهم. كما تم تقديم عرض لتطبيق “اتحاد” من قبل مجموعة من الطلبة المهندسين، مما يعكس دور الشباب في مكافحة التنمر.
تتضمن الحملة أيضًا برنامجًا تكوينيًا يمتد على ثلاث سنوات، بالتعاون مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، حيث يهدف إلى تدريب نحو 850 مهنيًا يعملون مباشرة مع الأطفال. وتشمل الأنشطة المقدمة ورش عمل وندوات توعوية تستهدف الأمهات والمراهقين لتعزيز فهمهم لمخاطر التنمر وكيفية التعامل معها.
ولم يقتصر النشاط على التوعية، بل تم إطلاق رقم أخضر للتبليغ عن حالات التنمر والعنف ضد الأطفال، مما يوفر قناة مباشرة للأطفال والشهود للإبلاغ عن أي سوء معاملة. وقد تم تأكيد أهمية الدعم النفسي للأطفال، خاصة في ظل الأزمات والكوارث، حيث تم تقديم الدعم النفسي للأطفال المتضررين من زلزال الحوز.
كما تم عرض شريط تحسيسي حول التنمر، يهدف إلى توعية التلاميذ بأهمية التصدي لهذه الظاهرة وتوفير بيئة مدرسية آمنة. وأبرزت الحملة أيضًا إنجازات برلمان الطفل، الذي يعد منصة للأطفال للتعبير عن آرائهم والدفاع عن حقوقهم.
في ختام الحملة، تم منح “جائزة للا مريم” للطلبة الذين ساهموا في تطوير تطبيق “اتحاد”، وذلك تقديرًا لمبادرتهم وإبداعهم.
تأتي هذه المبادرة كجزء من الجهود المستمرة لضمان حقوق الأطفال وتعزيز الوعي حول قضاياهم، وهي تؤكد على ضرورة العمل المشترك لتحقيق بيئة مدرسية آمنة ومحفزة.