إقليم اشتوكة أيت باها: شباب غائب ووعود سياسية بلا تنفيذ

tahqiqe24

بقلم الصحافي يونس سركوح،

يشهد إقليم اشتوكة أيت باها تحولات سياسية واجتماعية ملحوظة في الآونة الأخيرة، مع محاولات متعددة من قبل الأحزاب لتجديد هياكلها واستقطاب الشباب. ومع ذلك، يبقى هذا التجديد في كثير من الأحيان محكومًا بالتحديات التي تعكس التفاوت بين الخطاب السياسي والواقع الاجتماعي. رغم أن العديد من الأحزاب تعلن عن تجديد في أساليبها وتنظيم لقاءات جماهيرية لجذب الشباب، فإن هذه المبادرات تتطلب أن تكون مصحوبة بمشاريع حقيقية يمكن أن تترجم إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.

على المستوى السياسي، يعكس تجديد الهياكل الحزبية محاولة من الأحزاب لاستقطاب الشباب، ولكن هذا التجديد يبقى في العديد من الأحيان شكليًا، في ظل غياب تحول حقيقي في البرامج السياسية للأحزاب. يتم تقديم وعود بتنمية الإقليم وتحقيق تطلعات المواطنين، إلا أن تنفيذ هذه الوعود غالبًا ما يظل في طي النسيان. هذا الواقع يساهم في تراجع الثقة بين المواطنين والأحزاب، مما ينعكس سلبًا على المشاركة السياسية، خصوصًا في صفوف الشباب الذين يعانون من أزمة اقتصادية واجتماعية تجعلهم يشككون في قدرة هذه الأحزاب على تحقيق التغيير.

الشباب بإقليم اشتوكة أيت باها يعاني من تحديات كبيرة تتمثل في البطالة، ضعف الفرص الاقتصادية، وقلة الموارد. هذه العوامل تجعل استقطابهم في ظل غياب مشاريع ملموسة غير كافٍ. فالمشاركة السياسية لا يمكن أن تقتصر على الحضور في لقاءات حزبية أو المشاركة في الانتخابات، بل يجب أن ترتبط بتقديم حلول واقعية لأزمة الشباب. لذلك، فإن من الواجب على الأحزاب أن تتبنى سياسات تهدف إلى تحسين الوضع الاقتصادي والاجتماعي لهذه الفئة، عبر مشاريع تنموية تهتم بتحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير الفرص الحقيقية لهم.

من الناحية السوسيولوجية، يتسم إقليم اشتوكة أيت باها بعلاقات اجتماعية معقدة حيث تتداخل القيم التقليدية مع التطلعات الحديثة. في ظل هذه الديناميكيات، يظل انتماء الأفراد إلى الأحزاب في بعض الأحيان خاضعًا لاعتبارات اجتماعية أو قبلية، مما يضعف تأثير البرامج السياسية على فئات واسعة من المواطنين. لذلك، يجب على الأحزاب أن تتبنى خطابًا سياسيًا يعكس الواقع الاجتماعي ويستجيب لاحتياجات المجتمع المحلي، مستفيدة من التنوع الثقافي والاقتصادي الذي يميز الإقليم.

وتظل عملية تجديد الهياكل الحزبية في إقليم اشتوكة أيت باها في حاجة إلى تغييرات جذرية، يتطلب ذلك تجسيد الوعود السياسية على أرض الواقع، وبناء علاقات حقيقية مع المواطنين تعكس حاجاتهم وطموحاتهم. إن الأحزاب التي ستنجح في ردم الفجوة بين الخطاب والممارسة، وستتمكن من تحقيق التنمية المستدامة في الإقليم، هي تلك التي ستستطيع استقطاب الشباب وتحفيزهم على المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.