متابعة:يونس سركوح،
في خطوة تعكس عمق الانتماء الوطني، شهدت مدينة إنزكان، يوم أمس، حدثًا مميزًا تخليدًا للذكرى السنوية للمسيرة الخضراء المظفرة. حيث اختار الفرع المحلي لمنظمة جمع شمل الصحراويين الملكيين عبر العالم، أن يحيي هذه الذكرى العزيزة على قلوب المغاربة، من خلال مسيرة رمزية تضمنها عدد من الفعاليات التي شارك فيها العديد من أولياء الأمور والتلاميذ، إضافة إلى ممثلين عن المجتمع المدني.
انطلقت المسيرة، التي امتدت على مسافة قصيرة ولكن مليئة بالرمزية، من أمام المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بانزكان، ليصل المشاركون إلى وجهتهم في جو من الحماسة الوطنية بجانب ملعب أمحند أزعايطيط بحي تراست. كان مشهد رفع الأعلام الوطنية، مع ترديد شعار “الله، الوطن، الملك” وعزف النشيد الوطني، من أبرز لحظات هذه الفعالية التي تخللتها أجواء من الحماس والتضامن.

وقد شكل الحضور المتنوع من شخصيات المجتمع المدني، المنتخبين، ورجال السلطة المحلية، إضافة إلى اللوحات الاستعراضية التي قدمها أبطال فنون الدفاع عن النفس، معلمًا بارزًا في هذا الحدث. حيث استمتع الحضور بأداء استعراضات رائعة جسدت فيها هذه الرياضات قوة الإرادة والعزيمة التي تجمع أبناء الوطن من مختلف المشارب الاجتماعية.
وفي تصريح لوسائل الإعلام، أوضحت سمية بودواح، رئيسة الفرع المحلي لمنظمة جمع شمل الصحراويين الملكيين عبر العالم، أن هذا النشاط الرمزي يهدف إلى غرس القيم الوطنية في نفوس الأجيال الجديدة، وخصوصًا الأطفال، ليكونوا على دراية بالرمزية العميقة للمسيرة الخضراء، وبالدروس التاريخية التي تكرس التضامن والوحدة بين كافة فئات الشعب المغربي. وأكدت على أن هذه الفعاليات تعد منبرًا لتذكير الجميع بأن القضية الوطنية الأولى، قضية الصحراء، هي ركيزة أساسية في بناء الوطن وتحقيق تطلعاته.

كما لم تفوت بودواح الفرصة للتعبير عن شكرها العميق لجميع السلطات المحلية التي ساهمت في التنظيم الجيد لهذا الحدث، مشيدة في مقدمتهم بالجهود التي بذلها عامل إقليم إنزكان أيت ملول، السيد إسماعيل أبو الحقوق، وكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية الوطنية المتميزة.
من جهة أخرى، تبرز سمية بودواح كإحدى الوجوه الجمعوية النشيطة والمعروفة بحضورها الفاعل في الميدان الاجتماعي والتربوي. فهي من الأوائل الذين يقدمون الدعم الكبير في مجالات العمل الاجتماعي، من خلال الجمعيات التي تهتم بشؤون التربية والتعليم والعمل الخيري، مما يعكس التزامها العميق بخدمة المجتمع ومصلحة الأجيال القادمة.

إن تخليد الذكرى في إنزكان لم يكن مجرد حدث عابر، بل هو تجسيد حي للمبادئ العليا التي قامت عليها المسيرة الخضراء، التي ستظل تمثل رمزًا للوحدة الوطنية وللإرادة الصلبة في الدفاع عن الحقوق المشروعة للمغاربة، في الداخل والخارج، ومواصلة العمل من أجل تعزيز هذه القيم في المستقبل.


