أكد ووتر فان ويرش، نائب الرئيس التنفيذي المكلف بالشؤون الدولية بمجموعة “إيرباص”، يوم الثلاثاء 18 يونيو 2025، أن الشركة الأوروبية الرائدة في صناعة الطائرات تسعى إلى توسيع حضورها بالمغرب، بالنظر إلى الإمكانات الواعدة التي يتيحها قطاع الطيران الوطني، والذي وصفه بـ”الغني بالفرص”.
وجاء تصريح المسؤول الأوروبي عقب اجتماع جمعه بأعضاء الوفد المغربي الرسمي المشارك في الدورة الخامسة والخمسين للمعرض الدولي للطيران والفضاء “لوبورجيه”، المنعقد بضواحي باريس من 16 إلى 22 يونيو الجاري.
وفي تصريح للصحافة، قال فان ويرش: “لدينا حضور طويل الأمد في المغرب، والمملكة تُعد شريكًا قريبًا جدًا من مجموعة إيرباص”، مشيرًا إلى وجود إرادة مشتركة لتطوير الشراكة، خاصة بعد استحواذ إيرباص مؤخرًا على مصنع “سبيريت إيروسيستمز” بالدار البيضاء، الذي يشغّل نحو 2000 موظف.
وضم الوفد المغربي وزراء ومسؤولين كبار، من بينهم وزير النقل واللوجستيك، عبد الصمد قيوح، ووزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، والوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، والمدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي.
وفي هذا السياق، أبرز الوزير رياض مزور الأهمية الاستراتيجية للشراكة مع “إيرباص”، مذكّرًا بأن المجموعة استحوذت مؤخرًا على مصنع متخصص في صناعة هياكل طائرات “A220” بمنطقة النواصر الصناعية، وأضاف: “نعمل معًا على تحقيق طموح إنشاء وحدة للتجميع النهائي للطائرات بالمغرب”.
من جهته، شدد الوزير كريم زيدان على أن اللقاء مع مسؤولي “إيرباص” يكتسي أهمية خاصة، بالنظر إلى استعداد المغرب لتنظيم أحداث كبرى، ولاسيما في ظل مخطط توسعة أسطول الخطوط الملكية المغربية من 50 إلى 200 طائرة في أفق سنة 2037، مما يجعل السوق المغربي في صلب اهتمام كبريات الشركات العالمية.
وأضاف زيدان أن المغرب يسعى إلى شراكات “رابح-رابح”، ونقل حقيقي للخبرات والمعرفة، مشيرًا إلى أن “إيرباص تدرك جيدًا أهمية هذا الرهان”.
بدوره، وصف الوزير عبد الصمد قيوح الاجتماع بـ”المثمر جدًا”، مبرزًا التوجه نحو تحديث الأسطول الوطني وتطوير البنية التحتية، خاصة مشروع “القطب الجوي الجديد” بمدينة الدار البيضاء، الذي من المرتقب أن يصبح منصة جوية دولية وإفريقية.
أما المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، فقد شدد على قدرة المغرب على مواكبة تطور صناعة الطيران بفضل رأسماله البشري المؤهل، وبنياته التحتية ذات المعايير العالمية، واستراتيجيته الصناعية المتكاملة.
وفي إطار هذا المعرض الدولي، أقامت الوكالة المغربية، بشراكة مع تجمع الصناعات المغربية في الطيران والفضاء، جناحًا مغربيًا ضم ست مقاولات وطنية، استعرضت من خلاله خبرتها وكفاءتها المتنامية في مجال الطيران.
ويُذكر أن المغرب تمكن خلال العقدين الأخيرين من إرساء قاعدة صناعية قوية ومتنوعة في قطاع الطيران، استطاعت استقطاب كبريات الشركات العالمية، مثل “بوينغ”، “إيرباص”، “سافران”، “إيتون”، و”برات آند ويتني”، وهو ما يعزز موقعه كمنصة إقليمية جاذبة للاستثمار في هذا القطاع الحيوي.