ابتسام لشكر تدافع عن نفسها أمام القضاء: “لم أقصد إلاه المسلمين”

ياسين لتبات

مثُلت الناشطة ابتسام لشكر، مساء اليوم، أمام أنظار المحكمة الابتدائية بالرباط، على خلفية متابعتها بتهمة “الإساءة إلى الدين الإسلامي”. وقد جرى إحضارها من السجن وهي ترتدي عباءة تغطي الرأس، امتثالاً للقواعد المعمول بها داخل المؤسسات السجنية بخصوص تنقل النساء المعتقلات إلى المحاكم. وخلال ظهورها، بدت لشكر شاحبة الوجه، فيما أوضح دفاعها أن الإصابة التي ظهرت على يدها مرتبطة بوضعها الصحي لكونها تعاني من مرض السرطان.

وخلال أطوار الجلسة، وجّه القاضي سلسلة من الأسئلة إلى المتهمة بشأن الصورة التي نشرتها وهي ترتدي قميصاً يتضمن عبارات اعتُبرت مسيئة. وردّت لشكر بأنها لم تكن تستهدف الإساءة إلى الدين الإسلامي، مضيفة: «أنا لا أقصد إله المسلمين»، موضحة أن العبارات الواردة على القميص كانت مرتبطة بموقف سياسي تجاه ما وصفته بـ”الأيديولوجية الذكورية التي تمارس العنف ضد النساء”.

وأكدت المتهمة أن القميص ارتدته في إطار حملة نسائية بأوروبا ضد التمييز القائم على النوع، مشيرة إلى أنها نشرت التدوينة مرفقة بالصورة في ماي 2025 أثناء مشاركتها في تظاهرة بالعاصمة البريطانية لندن، ولم تلبسه في المغرب. واعتبرت أن ذلك يدخل في نطاق “حرية التعبير”.

وبخصوص الإشارة إلى “المثلية” في المنشور، أوضحت لشكر أنها تراها “مفهوماً إيجابياً وليس سلبياً”. وأضافت أن شخصاً مجهولاً أعاد نشر التدوينة في يوليوز الماضي مرفقة بتعليق ضدها، وهو ما تسبب في حملة واسعة من الانتقادات والتهديدات التي وصلت إلى حد تلقيها رسائل بالقتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتولى الدفاع عن لشكر مجموعة من المحامين من بينهم نعيمة الكلاع، محمد الخطاب، فاروق المهداوي، خديجة الروكاني، ومحمد المسعودي. وطالبوا جميعاً ببراءتها من التهم الموجهة إليها، أو على الأقل تخفيف الحكم بالنظر إلى وضعها الصحي، مع إمكانية اللجوء إلى العقوبات البديلة.

من جانبه، شدد وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بالرباط على ضرورة تطبيق المقتضيات الزجرية المنصوص عليها في القانون الجنائي. إذ تتابَع لشكر بموجب الفصل 267-5 من القانون الجنائي، الذي يعاقب بالحبس من ستة أشهر إلى سنتين وبغرامة تتراوح بين 20 ألفاً و200 ألف درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من أساء إلى الدين الإسلامي أو إلى النظام الملكي أو حرّض ضد الوحدة الترابية.

كما ينص نفس الفصل على تشديد العقوبة لتصل إلى سنتين إلى خمس سنوات حبسا وغرامة من 50 ألفاً إلى 500 ألف درهم إذا ارتُكبت الأفعال عبر وسائل علنية، بما فيها النشر الإلكتروني.

وكانت السلطات قد اعتقلت ابتسام لشكر من منزلها بالمدينة القديمة في الرباط بعد تداول منشور على “فايسبوك” ظهرت فيه وهي ترتدي القميص المثير للجدل. ومن المرتقب أن تُختتم أطوار هذه المحاكمة مساء اليوم، في انتظار النطق بالحكم النهائي.

اترك تعليقا *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ركن الإعلانات والإشهارات

أبرز المقالات

تابعنا

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.