اشتوكة .. تدهور البيئة في منطقة آيت عمروا: توسوس-أنونعدي نموذجاً لأزمة تهميش وغياب رؤية تنموية

tahqiqe24

مقال رأي:

تعيش منطقة توسوس-أنونعدي، التابعة لقيادة وجماعة بلفاع في إقليم شتوكة آيت باها، أزمة بيئية خانقة تفاقمت مع مرور السنوات بسبب الإهمال والتهميش المستمر. فالمنطقة التي كانت في يوم من الأيام تتمتع بمقومات طبيعية تميزها، أصبحت اليوم تشهد مشاهد مؤلمة تعكس واقعاً بيئياً واجتماعياً صعباً، حيث تعاني من انتشار المكبات العشوائية للنفايات التي تفتقر إلى أدنى المعايير البيئية. الأمر الذي يساهم في تدهور الصحة العامة للسكان، وخاصة الفئات الهشة كالأطفال وكبار السن، في ظل الروائح الكريهة التي تغزو الأجواء ليلاً نتيجة الأنشطة الفلاحية، مما يعمق من معاناتهم اليومية.

المشكلة البيئية التي تعيشها توسوس-أنونعدي لا يمكن اختصارها في تقصير إداري أو غياب إشراف، بل هي انعكاس لغياب رؤية تنموية شاملة تراعي مصالح الساكنة وتحقق لهم حقهم في العيش الكريم. ففي وقتٍ تتجه فيه العديد من الجماعات المحلية نحو تعزيز التنمية المستدامة، وتحسين البنية التحتية، وفتح المشاريع الاجتماعية والرياضية، تظل هذه المنطقة تعيش واقعاً يفتقر إلى أي خطوات حقيقية لتحسين الأوضاع البيئية والاجتماعية.

وإلى جانب أزمة النفايات، فإن المنطقة تعاني من استنزاف مفرط للموارد المائية، ما يزيد من تعقيد الوضع البيئي ويؤثر سلباً على الحياة اليومية للسكان. وفي ظل هذا الواقع المقلق، يطرح العديد من المواطنين تساؤلات حول غياب التدخلات الفعالة من السلطات المحلية والجماعات المعنية التي من المفترض أن تتولى دورها في معالجة هذه الأزمات. كما يظل دور شرطة البيئة والمياه غائباً عن الساحة في هذه المنطقة، رغم الأهمية القصوى لهذا الدور في حماية البيئة المحلية من التدهور.

وفي هذا السياق، عبر السكان المحليون، عن قلقهم البالغ ودعوا إلى التحرك الفوري لطرح هذه القضية على طاولة النقاش مع المسؤولين المعنيين. إذ شددوا على ضرورة تبني سياسات تنموية بيئية حقيقية، تتماشى مع احتياجات المنطقة وتستجيب للمطالب المستمرة بتحسين ظروف الحياة العامة.

إن معالجة هذه الأزمة لا تقتصر فقط على تحسين البيئة والصحة العامة، بل تتعلق أيضاً بالحفاظ على كرامة أبناء وبنات المنطقة الذين باتوا يعيشون تحت وطأة التلوث وانعدام الخدمات الأساسية. في وقتٍ يتحدث فيه العالم عن ضرورة تعزيز الاستدامة البيئية وتحقيق العدالة الاجتماعية، يبقى السؤال الأبرز: متى تتحقق هذه المبادئ في هذه المنطقة التي طالما كانت مهمشة؟

رسالة إلى المسؤولين
إن سكان توسوس-أنونعدي يعلقون آمالاً كبيرة على المسؤولين لإيجاد حلول جادة وفعالة لهذه الأزمة. إن المنطقة بحاجة ماسة إلى خطط تنموية شاملة، تُعيد لها بريقها وتؤهلها لللحاق ببقية المناطق التي تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق التنمية المستدامة، وتضمن للمواطنين حياة أفضل وأكثر صحة وكرامة.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.