محمد مسير ابغور
تزامنا مع الحركات الاحتجاجية بالمناطق النائية والمتوترة اجتماعيا يستعد حزب العدالة والتنمية استغلالها لجلب تعاطف سياسي من طرف ساكنة هذه القرى البعيدة عن التنمية الاجتماعية او الجماعات التي تخلت عنها الاحزاب السياسية الكبرى .
فحسب تقارير عديدة فالحزب تكبد خسائر كبيرة من حيث موقعه كونه دبر الحكومة لولايتين متتالية بعد النجاح الكبير الذي حققه منذ مرحلة الربيع العربي وانطلاقا بركوبه على احتجاجات 20 فبراير واحتلاله الصدارة لعقد من الزمان وتدبيره لاكبر المدن والحواضر وتسجيل فشل فيها .
المشهد الراهن الذي يؤثثه تراشقات سياسية بين رئيس الحكومة وصقور العدالة والتنمية من خلال محاولة استغلالها لزلزال الحوز واحتجاجات مناطق بازلال وفي الاخير مسيرة الكرامة بجماعة ايت بوكماز .
حزب الاحرار الذي حمل رئيس جماعة ايت بوكماز مسؤولية ما ترتبت عليه هذه الحركة الاحتجاجية في محاولت التملص من مسؤوليته عن عدم تنفيذه لبرامج تعتبر من اولوياته كحزب يترأس الحكومة لخمس سنوات منذ انتخابات 8 شتنبر .وذالك بتصنيف هذه المطالب ليست من اختصاصات جماعة فقيرة وبعيدة عن المركز .في حين ان تحليلات اخرى تفيذ ان هذه التراشقات عبارة خطة مسبقة للداخلية لرسم خريطة سياسية جديدة تتيح لحزب العدالة والتنمية العودة من الجديد للمشهد السياسي وكسب تعاطف جديد على الاقل من القرى والدواوير التي تعاني اكراهات التنمية واكراهات المغرب العميق وهو ما فسره المتتبعون انه فرص سانحة للاحزاب الاخرى لطموحها بقيادة حكومة المونديال الذي اصبح حلم اغلب الاحزاب التي ترى نفسها قادرة للوصول الى هذا الهدف .والذي يرى فيها حزب البام انها مجرد ارانب سباق سياسي لا برامج لها ولا استراتيجية لوصول هذا الهدف .
واستنادا الى مجموعة من المعطيات المرتبطة بالاستحقاقات المقبلة .والعودة الى عشرين سنة للوراء فقد سبق حزب البيجيدي واعتمد نفس الخطة للوصول الى اكبر عدد من الاصوات .متبوعا بحزب البام باعتمادهما على مناطق الاطلس والريف والجنوب الشرقي كمناطق مهمشة من طرف الحكومات المتعاقبة على التدبير .لكنهم فشلو في تحقيق هذه الاهداف واستسلمو بسهولة لاصحاب القرار باعتمادهم برامج تنموية تخدم مدن المركز وحواضرها لارضاء خواطر رجالات الاعمال والعقار والشركات الكبرى وهي اخطاء اعتمدتها جل الحكومات دون مراعات مغرب الهامش او المغرب العميق .والذي ينظر له كل رجالات الاقتصاد انها خزان لليد العاملة في مجالات عدة داخل الحواضر المذكورة دون الاخد بالاعتبار ان هذه الاكراهات الاجتماعية اثرت في توازنات اجتماعية خطيرة داخل الحواضر والمركز بسبب الهجرة المستمرة بين القرية والمدينة .منتجة خلل اقتصادي واجتماعي من الصعب احتوائه .بطالة هدر مدرسي تفاوتات اجتماعية ارتفاع مظاهر التسول الدعارة واضطرابات اجتماعية مسيئة لدولة تراهن على احتضان تظاهرات رياضية عالمية ومنافسة الدول السياحية في استقطابات للعملة الصعبة ودعم الاستثمارات في المجال..
ومن بين اوجه الاختلالات والاكراهات التي مارستها الحكومة الاخيرة تدخل في سياق المصاعب المضافة على ساكنة العالم القروي وهو صعوبة البناء والتعمير واشكالات رخص البناء بالاضافة الى البنية التحتية الصحة والتعليم والعطش وهي اكراهات التنمية بالعالم القروي كبرهان على فشل عزيز اخنوش في تدبير ملفات العالم القروي كوزير للفلاحة منذ ازيد 12 عام وصرف مبالغ خيالية دون تحقيق ولو مكتسب تنموي يمكن له ان ينتج استقرار اجتماعي .
فقد اظهرت دراسات عالمية ان كل الدول الكبرى والنامية راهنت على استثمار برامجها التنموية على العالم القروي من خلال برامج متكاملة هدفها الاستقرار الاجتماعي والانتاجية الفرضية وذالك لتحقيق اكتفاء ذاتي يكفي حاجيات الفرض قبل الجماعة وهو منطق اساسي للدولة الاجتماعية التي اهملته جل الاحزاب السياسية كمبدأ الحد من الفوارق الاجتماعية في العالم القروي والمناطق النائية دون الاستسلام الى منطق الليبرالية الحرة التي تنتج هذه الفوارق الاجتماعية بنتائج سلبية على اي مجتمع غير متوافق اقتصاديا ولا فكريا .
التراشقات السياسية الاخيرة بين المعارضة والاغلبية ليست لها اي قرائة اضافية سوى انها حملات انتخابية فقط لكسب تعاطف المغاربة لكنها من المؤكذ ستزيد من العزوف السياسي وخاصة في فئة الشباب لانه لم يعد يفكر في الانتماء او الممارسة السياسية بمبرر ان الاحزاب السياسبة كلها لا تصب في اهتماماتها هذه الفئة التي تعتبر هي اساس المستقبل واختزال تفكيرها سوى في الهجرة سواء للمدن الكبرى او الهجرة نهائيا من بلده الذي لم يؤمن له حياة كريمة ولا مستقبل واعد رغم التحصيل والشواهد العليا وافتقاده للثقة في هذه الاحزاب التي اصبحت تخدم الى مصالح الاقليات ومصالحها الضيقة دون اشراك المجتمع المدني واستثماره كرأس مال مادي وتوفير له مناصب شغل وحمايته من شبح البطالة التي اصبحت تؤرق المجتمع المغربي