في ظل الدينامية التنموية المتسارعة التي تشهدها مدينة تيزنيت، يبرز المجلس الجماعي كفاعل سياسي محوري يجسد استراتيجيات التنمية المحلية عبر ربط الموروث الثقافي والاقتصادي بمشاريع تنموية شاملة، تجسدها بوضوح فعاليات مهرجان “تيميزار للفضة”. هذا الحدث السنوي الذي يحظى برعاية سامية، ليس مجرد مناسبة ثقافية فحسب، بل يشكل منصة استراتيجية لتعزيز التسويق الترابي وتحفيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الإقليم.
تتجلى أهمية المجلس الجماعي في دوره المتعدد الأبعاد، حيث يتخطى مهامه الإدارية التقليدية إلى قيادة مشاريع بنيوية تسهم في تأهيل الفضاءات العامة، ودعم البنيات التحتية، وتوفير الظروف الملائمة لانجاح المهرجان، الذي يساهم بدوره في رفع جاذبية المدينة أمام المستثمرين والزوار على حد سواء. فالربط بين الفعل الثقافي والتنمية المحلية يعكس فهماً عميقا لأهمية استثمار الفعاليات الكبرى كرافعة للتنمية المجالية.
على المستوى السياسي، يبرهن المجلس الجماعي من خلال التنسيق مع مختلف الشركاء المؤسساتيين والفاعلين المدنيين، على قدرة فاعل محلي مسؤول يمتلك الرؤية الكفيلة بترجمة التوجيهات الملكية السامية إلى برامج تنفيذية ملموسة، تسعى إلى النهوض بالصناعة التقليدية، وتحفيز الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتعزيز فرص التشغيل. إذ تشكل مشاريع الدعم والتأهيل المرافقة للمهرجان عينة واضحة على نجاعة هذه السياسات التنموية التي تدمج الأبعاد الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
ولا يمكن إغفال الدور الرمزي الذي يلعبه المهرجان، حيث يسهم في بناء هوية مجالية متماسكة تستند إلى عناصر تراثية حية، ما يعزز من قيمة التسويق الترابي للمدينة والإقليم. ويشكل هذا البعد الثقافي الحاضن للتنمية عامل جذب متميز على المستويين الوطني والدولي، يعكس تفرد تيزنيت كمركز للفضة الحرفية ومهد لصناعة تقليدية عريقة.
هذا، ويستشرف المجلس الجماعي لتيزنيت آفاق تنموية واعدة، معتمدا على مزيد من الحكامة الرشيدة، والتفاعل الإيجابي مع المواطنين، وشراكة فاعلة مع مختلف الأطراف، من أجل ترسيخ نموذج تنموي محلي قادر على مواجهة تحديات المستقبل، وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة تعزز مكانة تيزنيت كقطب ثقافي وسياحي اقتصادي متفرد.