تشير المعطيات الأولية للأبحاث الجارية في قضية مقتل طبيبة أربعينية على يد شرطي يعمل ضمن فرقة الدراجين بمدينة الدار البيضاء، إلى أن الحادث المأساوي نجم عن خلاف عاطفي ومادي حاد بين الطرفين، انتهى بإطلاق الشرطي النار على الضحية داخل سيارتها باستعمال سلاحه الوظيفي، مساء الجمعة الماضية، أمام مقر ولاية الأمن.
ووفق مصادر مطلعة، فإن التدخل السريع لعناصر الأمن حال دون وقوع مأساة أكبر، بعدما حاول الشرطي الانتحار مباشرة عقب ارتكابه الجريمة. وتمكن أحد زملائه من منعه في اللحظة الأخيرة من توجيه رصاصة قاتلة إلى رأسه، ما جعل الطلقة تنحرف وتصيب أعلى رأسه، ليُنقل في حالة حرجة إلى قسم العناية المركزة.
وتفيد المعطيات بأن الشرطي، وهو في بداية الثلاثينات من عمره ومطلق، كانت تربطه علاقة عاطفية مع الضحية، وهي طبيبة مطلقة في الثامنة والثلاثين من عمرها، تنحدر من مدينة المحمدية وتنتمي إلى وسط ميسور الحال. وبعد فترة من الود والانسجام، توترت العلاقة بينهما لأسباب يُعتقد أنها مادية، تتعلق بمعاملة مالية أو بمبلغ مهم كانت الطبيبة قد سلمته له، وطالبت باسترجاعه.
وأشارت مصادر التحقيق إلى أن اللقاء الذي جمع الطرفين مساء الحادث كان متوتراً، إذ أصرت الضحية على مقابلته أمام مقر عمله لتسوية الخلاف بينهما رغم انشغاله بمهامه، بينما كان الشرطي يحاول إقناعها بتأجيل النقاش إلى وقت لاحق. غير أن إصرارها وغضبها، بسبب شكوكها في خيانته لها، أدّيا إلى احتدام النقاش بينهما، قبل أن يفقد الشرطي السيطرة ويطلق النار عليها داخل السيارة.
وتابع المصدر أن أصوات الرصاص استنفرت عناصر الأمن القريبة من المكان، التي سارعت إلى محاصرة مسرح الجريمة. غير أن المشتبه به حاول الفرار، وأطلق رصاصتين على زملائه أثناء محاولة توقيفه، قبل أن يحاول وضع حد لحياته بسلاحه الوظيفي.
وقد تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات من أجل التشريح الطبي، فيما تم فتح تحقيق شامل تحت إشراف النيابة العامة المختصة، لكشف جميع ملابسات هذه الفاجعة التي هزت الرأي العام المحلي والوطني.