داخل بنية كل سلطة ترابية، يوجد مركز خفي لاستقطاب النخب، يشتغل كلما تم تعيين مسؤول جديد، وفق منطق خاص لا يستند بالضرورة إلى الكفاءة، بل إلى “تنخيب” ينسجم مع طبيعة أجندته وطريقة اشتغاله. في إقليم اشتوكة، شهدت المرحلة السابقة هذا المسار مع العامل المنتهية ولايته، الذي لم يتردد في الافتخار بأنه كان وراء تثبيت ما أسماها بـ”نخبة الشكر والتقدير”، نخبة الصمت، في مفاصل القرار المحلي.
ومع تعيين السيد سالم السبطي عاملاً جديدًا على الإقليم، تتجدد الآمال بفتح صفحة جديدة، عنوانها المسؤولية المشتركة في مواجهة التحديات التنموية، وتحسين جودة الخدمات العمومية في إطار مقاربة تشاركية، ترمي إلى تعزيز الثقة بين الإدارة، المنتخب، والمواطن.
نحن أمام لحظة مفصلية تتطلب ضخ دماء جديدة في المشهد المحلي. ولهذا، وقع الاختيار على نخبة سياسية جادة، راكمت تجارب مشهودة، وراكمت من رصيد الدفاع الصامت عن مصالح الإقليم ما يجعلها أهلاً للمساهمة الفعلية في بلورة مشاريع تنموية جادة. فالسلطة، رغم امتلاكها لزمام القرار، لا يمكن أن تتحمل بمفردها مسؤولية أعطاب مجتمع يُعيد إنتاج مشاكله باستمرار، تحت وطأة ثقافة تقديم المصلحة الخاصة على المصلحة العامة.
اليوم، ومع تعيين السيد العامل الجديد، ننتقل من مرحلة “التثبيت” إلى مرحلة المبادرة، ومن الصمت إلى الفعل الجماعي المسؤول. التنمية في اشتوكة لم تعد شأنًا حكوميًا صرفًا، بل أصبحت مسؤولية جماعية، تشمل السلطات، المنتخبين، المؤسسات العمومية، القطاع الخاص، المجتمع المدني، وكل المواطنات والمواطنين.
لكن يبقى السؤال:
هل تنجح هذه النخبة الجديدة في مرافقة السلطة بدل التبعية لها، وتحويل خطاب التنمية إلى واقع ملموس يشعر به المواطن في تفاصيل حياته اليومية؟
الجواب سيكتبه الأداء… لا البلاغات.