تحقيق24 – محمد المطاعي
رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على انطلاق أشغال بناء الثانوية الإعدادية “الفاروق” بجماعة أولاد عمران التابعة لإقليم سيدي بنور، ما يزال المشروع متوقفاً عند أعمدة الإسمنت والركام، دون أن يرى النور، في ظل غياب أي زيارة ميدانية من مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين أو عامل الإقليم، الأمر الذي يثير استياء الساكنة والتلاميذ على حد سواء.
مشروع متعثر… ومؤسسة على الورق فقط
كانت المؤسسة المنتظرة تهدف إلى تخفيف الضغط عن الثانوية التأهيلية بأولاد عمران، غير أنها بقيت حبراً على ورق. ورغم تعيين مديرة وأطر تربوية لها منذ ثلاث سنوات، فإن بعضهم غادر في إطار الحركات الانتقالية، دون أن تفتح المؤسسة أبوابها. توقف الأشغال منذ مدة طويلة جعلها، في نظر الساكنة، “مؤسسة وهمية”، في وقت تعاني فيه الثانوية التأهيلية القائمة من اكتظاظ خانق داخل الفصول.
حلول مؤقتة… وأقسام متنقلة لثلاثة مواسم دراسية
أمام هذا الوضع، لجأت المديرية الإقليمية للتعليم إلى استخدام الأقسام المتنقلة (الحجرات الجاهزة) كحل مؤقت لاستيعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ. غير أن هذه الحجرات تفتقر لشروط الراحة والعزل الحراري والصوتي، ما يجعل بيئتها التعليمية غير ملائمة للتلاميذ والأطر التربوية.
وعود رسمية لم تتحقق
على مدى ثلاث سنوات، حضر مسؤولو المديرية الإقليمية ورؤساء مصالحها جلسات المجلس الجماعي بأولاد عمران، وأطلقوا وعوداً باستئناف الأشغال وتسريع وتيرة الإنجاز. لكن هذه الوعود بقيت حبيسة التصريحات، مما زاد من إحباط الساكنة التي ترى أبناءها يدفعون ثمن هذا التأخير.
غياب متابعة ميدانية من المسؤولين
للموسم الدراسي الرابع على التوالي، لم يقم مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين، القادم من وجدة، بزيارة ميدانية للمشروع للوقوف على أسباب التعثر، رغم قيامه مؤخراً بزيارات لمؤسسات أخرى بالإقليم. كما لم يسجل أي تدخل لعامل إقليم سيدي بنور لدفع الملف نحو الحل، ما يثير تساؤلات حول أولويات التدخل لدى المسؤولين.
انعكاسات سلبية على التحصيل الدراسي
هذا التأخير يفاقم معاناة التلاميذ، حيث يضطرون إلى متابعة دراستهم في أقسام مكتظة، ما يخل بمبدأ تكافؤ الفرص ويؤثر سلباً على جودة التعلم والتحصيل الدراسي، إضافة إلى انعكاساته السلبية على نفسية التلاميذ والأطر التربوية.
دعوة إلى التدخل العاجل
أمام هذا الوضع، يجدد سكان أولاد عمران دعوتهم للجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة التربية الوطنية ومدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة الدار البيضاء-سطات، للتدخل العاجل من أجل استكمال أشغال الثانوية الإعدادية “الفاروق”، وتمكين أبناء المنطقة من حقهم في تعليم لائق في ظروف تربوية وإنسانية سليمة.