يونس سركوح،
في مشهد يختزل العبث السياسي، عبرت الجمهورية “البطوشية” عن خيبة أملها العميقة بعد أن تجاهلتها الإدارة الأمريكية تمامًا في قائمتها الجديدة للرسوم الجمركية المفروضة على بعض الدول. فقد كان قادتها يمنّون النفس بلفت الأنظار إليهم عبر فرض واشنطن ضرائب مشددة على بضائعهم (الوهمية)، معتبرين أن أي إجراء أمريكي ضدهم هو بمثابة “اعتراف” بوجودهم على الساحة الدولية.
هذه الخيبة لم تمر دون أن تكون مادة للسخرية، حيث نشر المعارض الجزائري “وليد كبير” تعليقًا لاذعًا على حسابه الشخصي في “فيسبوك” قائلاً: “كون غي فرض علينا 1000% معليش، المهم نبانوا في la lista!”، في إشارة إلى هوس الجبهة الانفصالية بالظهور في المحافل الدولية بأي وسيلة، حتى لو كان ذلك عبر عقوبات اقتصادية.
وفي تطور أكثر إزعاجًا للكيان الوهمي، يسارع الكونغرس الأمريكي الخطى من أجل إدراج “البوليساريو” ضمن لائحة مرتقبة للإدارة الأمريكية للدول والمنظمات والشخصيات المهددة للاستقرار العالمي. وقد وصف السيناتور الأمريكي، جو ويلسون، أحد محرري قرار الاحتفاء بالصداقة التاريخية والشراكة الإستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة، جبهة “البوليساريو” بأنها جماعة إرهابية، مما يعزز موقف المغرب دوليًا ويزيد من عزلة الكيان الانفصالي.
ويبدو أن الإدارة الأمريكية لم تكلف نفسها عناء الالتفات إلى هذه الجمهورية المزعومة، الأمر الذي يثير تساؤلات في الأوساط “البطوشية” حول جدوى وجودهم من الأساس إذا كانت حتى العقوبات الاقتصادية لا تعتبرهم طرفًا يستحق الاهتمام. فهل ستتحرك الخيمة “البطوشية” لإصدار بيان احتجاجي جديد، أم أنها ستكتفي بالبحث عن وسيلة أخرى للظهور في المشهد الدولي؟