مدير النشر: يونس سركوح،
عاد الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بن كيران، لإثارة الجدل مجددًا بتصريحات اعتبرتها فعاليات محلية وشخصيات سياسية «جارحة» وتمثل «إهانة» صريحة في حق ساكنة سوس.
ففي أحدث خرجاته، قال ابن كيران إن «في سوس ما زال الناس يعيشون كما عاش أجدادهم منذ 1400 سنة قبل الميلاد، وأن منهم من يعيش بطريقة بدائية»، وهو ما اعتُبر تجنيًا على منطقة عرفت على مدى تاريخها بنضالها وعطائها وإسهامها الكبير في النسيج الوطني.
هذه التصريحات ليست الأولى من نوعها، إذ سبق لزعيم حزب العدالة والتنمية أن وصف أهل سوس في أكثر من مناسبة خلال السنوات الماضية بأنهم «شعب بخيل»، متسائلًا بسخرية: «بشحال قاع كيعيش السوسي؟»، فضلًا عن تهكمه على الحرف الأمازيغي تيفيناغ حين قال إنه «يشبه الشنوية».
السيد “الحسين الإحسيني”، نائب رئيس جماعة أملن تافراوت بإقليم تيزنيت، خصص تدوينة مطولة على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك للرد على هذه التصريحات، حيث قال إن «هذا النوع من التصريحات يعكس للأسف نظرة احتقارية فيها كثير من التجني والتبخيس، بل تصل حد الإهانة في حق منطقة لها وزنها التاريخي والثقافي والاقتصادي، وساكنة عُرفت بغيرتها على الوطن، واجتهادها في تنمية مجالها رغم قلة الإمكانيات وصعوبة التضاريس».
وشدد “الإحسيني” على أن ساكنة سوس «تطمح لتنمية عادلة ومنصفة، وتُعاني من إشكالات تنموية كباقي مناطق المغرب»، لكنه اعتبر أن «ليس من المقبول أن تُوصف بالبدائية أو أن تُقدَّم وكأنها تعيش خارج الزمن».
وأضاف نائب رئيس جماعة أملن أن الحقيقة التي يعرفها الجميع هي أن أبناء سوس «لم ينتظروا الدولة في محطات عديدة، بل بادروا من خلال العمل الجمعوي والتطوعي إلى شق الطرقات الوعرة وربط القرى بالمجالات الحضرية، وإيصال الماء الصالح للشرب والكهرباء إلى دواوير نائية، وبناء ملاعب ومراكز نسوية وتنشيط الحياة الثقافية والتربوية، والدفاع عن المدرسة العمومية وتشجيع التمدرس خاصة لدى الفتيات، وخلق تعاونيات اقتصادية ساهمت في محاربة الفقر والهشاشة».
وأكد “الإحسيني” أن «أهل سوس معروفون بالكرم، بالتضامن، بالجدّية، وبالعمل الميداني البعيد عن الشعارات»، معتبرا أن مثل هذه التصريحات «لا تسيء فقط للمنطقة وساكنتها، بل تُسائل أيضا المستوى الأخلاقي والسياسي لمن يُفترض فيه أن يكون قدوة في الخطاب والتواصل».
وختم تدوينته بتوجيه رسالة مباشرة لـ”عبد الإله بن كيران” جاء فيها: «الناس لا تُقاس بمستوى تنميتها فقط، بل بكرامتها وتاريخها وما تقدمه لبلدها، وساكنة سوس يشهد لها الجميع بالعطاء والصبر والعمل الجاد».