أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى المنظمات الدولية في فيينا، عز الدين فرحان، السبت بالرياض، أن مجموعة الـ77 والصين عازمة على الدفع بتحول حاسم نحو التنمية المستدامة وتعزيز مسيرة الدول الأقل نموا خلال العقد المقبل.
وأوضح فرحان، الذي ألقى كلمة باسم التكتل خلال المؤتمر الوزاري الحادي عشر للدول الأقل نموا المنعقد تحت شعار “دفع التصنيع الشامل: الاستثمار والابتكار والشراكات”، أن الاجتماع يشكل محطة مفصلية لتقييم تنفيذ برنامج عمل الدوحة وتجديد الالتزام الجماعي بدعم البلدان الأكثر هشاشة.
وأشاد السفير بالتزام منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) بتنفيذ استراتيجيتها الموجهة للدول الأقل نموا (2022–2031)، مبرزاً تقدير المجموعة لخطة التنفيذ الشاملة التي تنتظر اعتمادها لتسريع ترجمة الطموحات إلى مبادرات عملية.
وسلط السفير الضوء على مساهمات اليونيدو في محاور برنامج عمل الدوحة، مشيراً إلى أهميتها في دعم تنمية المهارات وتمكين الشباب عبر 45 مشروعاً نشطاً.
ودعا إلى توسيع هذه البرامج لتشمل محو الأمية الرقمية وملاءمة التكوينات مع متطلبات الاقتصادين الأخضر والرقمي.
كما نوّه بقيادة اليونيدو لستين مشروعاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار، مؤكداً أن تعزيز الوصول إلى تقنيات الصناعة 4.0 ونقل التكنولوجيا وتطوير الأنظمة الوطنية للابتكار يشكل ضرورة ملحّة للدول الأقل نموا.
وفي ما يتعلق بالتحول الهيكلي، أبرز فرحان أن 64 مشروعاً للمنظمة تساهم في تنويع الاقتصادات وتعزيز سلاسل القيم الزراعية، داعياً إلى زيادة الاستثمار في التصنيع الفلاحي وتطوير سلاسل القيمة الإقليمية.
وثمّن المتحدث جهود اليونيدو في دعم التجارة الدولية عبر 59 مشروعاً، مشيراً إلى أهمية تقوية البنية التحتية للجودة وتيسير التجارة وتعزيز قدرات الدول الأقل نموا للاندماج في السوق العالمية، والاستفادة من منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية.
كما توقف عند الدور المحوري للمنظمة في مواجهة تغير المناخ، باعتبار أن هذا المجال يشمل 120 مشروعاً، داعياً إلى توسيع دعم تقنيات التكيف وضمان الولوج إلى تمويل المناخ وبناء صناعات منخفضة الانبعاثات.
وفي محور تعزيز الشراكات، أشاد السفير بـ62 مشروعاً تحشد الاستثمارات وتقوي التعاون الدولي، داعياً إلى تعزيز التعاون مع المؤسسات المالية الدولية وتعبئة التمويلات المبتكرة والاستثمارات الموجهة للدول الأقل نموا.
ويُعد المؤتمر، الذي تنظمه اليونيدو ووزارة الصناعة والثروة المعدنية السعودية، حدثاً عالمياً يناقش سبل دعم 44 دولة من أفريقيا وآسيا والمحيط الهادئ والكاريبي، بهدف تعزيز القدرة على الوصول إلى التمويل، وتطوير التقنيات، وتحفيز التجارة، وتعميق الاندماج في سلاسل القيمة الإقليمية والدولية.
ويأتي هذا الاجتماع قبل يوم واحد من انعقاد قمة الصناعة العالمية للأمم المتحدة، التي تشكل منصة لعرض المبادرات الصناعية الرائدة وإبراز جهود اليونيدو في تحسين ظروف العيش حول العالم.