تحقيقـ24 – متابعة
نفذت عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، مطلع الأسبوع الجاري، عملية مداهمة دقيقة استهدفت فيلا فاخرة تقع بحي كاليفورنيا الراقي، وذلك في إطار أبحاث أمنية مكثفة عقب ورود معطيات أولية تشير إلى تورط صاحبها في واحدة من أكبر محاولات تهريب المخدرات نحو أوروبا خلال السنة الجارية.
ووفق مصادر متطابقة، فإن العملية جاءت إثر تحريات معمقة باشرتها المديرية الجهوية لمراقبة التراب الوطني، والتي تمكنت من إحباط محاولة تهريب نحو 11 طناً من مخدر الشيرا كانت مخبأة بعناية داخل شحنة من الأسماك المجمدة الموجهة للتصدير نحو أوروبا، في محاولة لتضليل أنظمة المراقبة الإلكترونية بميناء طنجة المتوسط.
وأوضحت المصادر ذاتها أن المشتبه الرئيسي، وهو رجل أعمال مغربي يحمل الجنسية الفرنسية، يُعتقد أنه العقل المدبر لهذه العملية الكبرى، قد اختفى مباشرة بعد ضبط الشحنة، مرجحةً فرضية مغادرته التراب الوطني على متن قارب سريع من نوع “فانتوم” تفادياً للاعتقال.
كما أظهرت التحريات أن الشبكة الإجرامية اعتمدت أساليب تهريب متطورة، من خلال إخفاء المخدرات داخل مواد غذائية مبردة لتجاوز أجهزة السكانير، وهو ما استدعى تنسيقاً أمنياً واستخباراتياً رفيع المستوى بين مختلف المصالح المختصة.
وتواصل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، تحقيقاتها الميدانية لتوقيف باقي أفراد الشبكة المنحدرين من مدن طنجة والدار البيضاء ومراكش، في إطار جهود موسعة لتفكيك خيوط التنظيم الإجرامي الذي يُعد من أبرز الشبكات النشطة في مجال تهريب المخدرات نحو أوروبا.
كما تركز الأبحاث الجارية على تحديد الارتباطات المحتملة لهذه الشبكة مع تنظيمات دولية أخرى، وتتبع مسارات تمويلها وطرق تصريف عائداتها المالية داخل المغرب وخارجه، في سياق مقاربة شمولية تهدف إلى تجفيف منابع الجريمة المنظمة العابرة للحدود.
