محمد مخضار،
شهد المعرض الدولي للفلاحة في باريس هذا العام حضورًا لافتًا للمغرب، الذي تم اختياره ضيف شرف لهذه الدورة، في خطوة تعكس مكانته الرائدة في القطاع الفلاحي إقليميًا ودوليًا. ولاقى الجناح المغربي إقبالًا واسعًا من الزوار، سواء من الجالية المغربية المقيمة في فرنسا أو من المهتمين الأوروبيين، الذين استمتعوا بالتعرف على ثراء وتنوع المنتجات الفلاحية المغربية.
تميزت فعاليات الافتتاح بمشاركة عدد من الشخصيات البارزة، من ضمنهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش، إلى جانب حضور رسمي مغربي وأوروبي رفيع المستوى. وقد شكلت هذه المناسبة فرصة للتأكيد على متانة العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، خاصة في المجال الفلاحي الذي يشكل أحد ركائز التعاون بين البلدين.
الجناح المغربي كان محطة بارزة داخل المعرض، حيث قدم للزوار لمحة شاملة عن المنتجات الفلاحية المغربية، من زيت الزيتون والتمور إلى الفواكه والخضروات الطازجة. كما تم عرض تقنيات الزراعة المستدامة والتجارب الناجحة للتعاونيات الفلاحية المغربية، مما أبرز الجهود المبذولة لتطوير القطاع وضمان جودته واستدامته.
لم تقتصر المشاركة المغربية على الجوانب الفلاحية فحسب، بل امتدت إلى عروض ثقافية وفنية أضفت طابعًا مغربيًا أصيلًا على الفعالية. وقد لاقت العروض الموسيقية والفنية، مثل “الدقة المراكشية”، تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين، مما أضفى بعدًا ثقافيًا مميزًا على الحضور المغربي في المعرض.
العلاقات الفلاحية بين المغرب وأوروبا تحظى بتاريخ طويل من التعاون والتبادل، حيث يعد المغرب أحد أهم موردي المنتجات الفلاحية للأسواق الأوروبية، في حين يستفيد من التكنولوجيا والخبرات الأوروبية في مجال الزراعة. وقد أسهم هذا التعاون في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق التنمية المستدامة في كلا الجانبين.
شكلت الحفاوة الكبيرة التي حظي بها الجناح المغربي داخل المعرض شهادة واضحة على متانة العلاقات المغربية الفرنسية، سواء على المستوى الاقتصادي أو الثقافي. كما عكس التفاعل الإيجابي بين الزوار والمشاركين المكانة المتميزة للمغرب كشريك استراتيجي في المجال الفلاحي.
بذلك، تكون المشاركة المغربية في المعرض الدولي للفلاحة بباريس قد أكدت مرة أخرى على الدور الريادي للمغرب في هذا المجال، وسلطت الضوء على إمكاناته الزراعية ومساهمته في تعزيز الشراكات الدولية، بما يرسخ مكانته ضمن الفاعلين الرئيسيين في القطاع الفلاحي العالمي.