المغرب يوسع تأثيره في إفريقيا باستخدام الدبلوماسية الرياضية

ياسين لتبات

يواصل المغرب تعزيز مكانته كقوة إقليمية صاعدة في إفريقيا، حيث يستخدم كرة القدم كأداة دبلوماسية لتعزيز مصالحه الاستراتيجية، وفقًا لما ورد في تقرير خاص لصحيفة “لوموند” الفرنسية.

وتكشف استعدادات المملكة لاستضافة البطولة القارية عن رؤية طموحة تتجاوز المعايير التقليدية في تنظيم البطولات الإفريقية، حيث تم تخصيص فنادق من فئة خمس نجوم لإقامة المنتخبات الـ24 المشاركة، وهو إجراء غير مسبوق في تاريخ البطولة. وقد دفع ذلك رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، باتريس موتسيبي، إلى التنبؤ بأن نسخة 2025 ستكون “الأفضل في تاريخ” البطولة القارية، خاصة بعد الانتقادات التي وُجهت لنسخة 2023 في كوت ديفوار بسبب ضعف مرافق إقامة المنتخبات.

وأشار المحلل الرياضي منصف اليزغي في تقرير “لوموند” إلى أن المغرب “يرتقي بمعايير تنظيم البطولات القارية”، مبرزًا أن هذه التحولات النوعية بدأت منذ 2009، بعد إخفاق المنتخب المغربي في التأهل لمونديال 2010. وقد شهدت هذه الاستراتيجية تسارعًا كبيرًا بعد تولي فوزي لقجع رئاسة الجامعة الملكية لكرة القدم في 2014، حيث عمل على إعادة هيكلة القطاع وتعزيز حضور المغرب في مؤسسات كرة القدم الإفريقية.

وكانت هذه الجهود ثمرة بعودة المغرب إلى اللجنة التنفيذية للاتحاد الإفريقي لكرة القدم في 2017 بعد غياب دام 15 عامًا.

وتضيف الصحيفة أن الدور المغربي لم يقتصر على استضافة البطولات الكبرى، بل شمل أيضًا تقديم دعم لوجستي وفني للعديد من الدول الإفريقية. فقد استضاف المغرب مباريات تصفيات كأس العالم لمنتخبات تفتقر إلى منشآت تفي بالمعايير الدولية، مثل بوركينا فاسو وموزمبيق وغينيا ومالي.

من جانبه، أكد عالم الاجتماع الرياضي عبد الرحيم بورقية في تصريحات لـ”لوموند” أن المغرب يستخدم كرة القدم لتعزيز علاقاته مع إفريقيا، تمامًا كما فعل مع الأسمدة التي ينتجها المكتب الشريف للفوسفاط، مشيرًا إلى أن كرة القدم أصبحت أداة دبلوماسية تساهم في تقوية الشراكات مع العديد من الدول الإفريقية.

ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن هذه السياسة تتماشى مع سياق أوسع من المنافسة الجيوسياسية في القارة، لا سيما مع الجزائر وجنوب إفريقيا. فالمغرب يسعى من خلال دبلوماسيته الرياضية إلى كسب دعم الدول الإفريقية لموقفه في قضية الصحراء، في مواجهة الدعم الذي تقدمه الجزائر وجنوب إفريقيا لجبهة البوليساريو.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.