الولايات المتحدة تصعّد هجماتها على تهريب المخدرات وتحيّد قارباً فنزويلياً في الكاريبي

ياسين لتبات

نفذت الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، ضربة حاسمة ضد قارب محمّل بالمخدرات في جنوب الكاريبي، كان متجهاً من فنزويلا وتديره منظمة صنفتها واشنطن كمنظمة إرهابية متورطة في تجارة المخدرات.

وتأتي هذه العملية ضمن سلسلة تحركات أمريكية لتقييد تدفق المخدرات إلى أراضيها، خصوصاً الفنتانيل، الذي يشكل تهديداً كبيراً للصحة العامة.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في رسالة نشرها على منصة “إكس”، أن الجيش الأمريكي نفذ العملية لضبط القارب ومنع تهريب شحنته، مشيراً إلى أن هذه المنظمة تمثل أحد المصادر الرئيسة للمخدرات التي تصل إلى الولايات المتحدة.

وأضاف أن العملية تُظهر التصميم الأمريكي على مواجهة هذه الكارتيلات بكل الوسائل المتاحة، ضمن إطار استراتيجية وطنية لمكافحة المخدرات.

وفي تصريح صحفي من البيت الأبيض، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن العملية جرت قبل دقائق، مشيراً إلى أن الجيش قضى على القارب الذي كان ينقل المخدرات، دون أن يوضح ما إذا كانت الضربة قد نفذت من سلاح الجو أو البحرية الأمريكية.

وأكد ترامب أن المخدرات القادمة من فنزويلا تتدفق إلى الولايات المتحدة منذ سنوات بكميات كبيرة، وهو ما يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة.

ويأتي هذا التصعيد في وقت يبدأ فيه وزير الخارجية الأمريكي جولة تشمل المكسيك والإكوادور، حيث سيتناول ملف مكافحة كارتيلات المخدرات وتهريب الفنتانيل والمواد المخدرة الأخرى.

وتهدف الجولة إلى تعزيز التعاون الإقليمي لتتبع شبكات التهريب وتفكيك العمليات المالية والتنظيمية لهذه الكارتيلات، بما يضمن حماية الحدود الأمريكية والحد من انتشار المخدرات.

ويُنظر إلى تصنيف الولايات المتحدة لبعض الكارتيلات كمنظمات إرهابية على أنه خطوة لتعزيز قدرات التحقيق والملاحقة القانونية، وتمكين السلطات من استخدام أدوات قانونية أوسع في مواجهة شبكات التهريب.

ويؤكد خبراء أن هذا النهج يعكس تحولاً استراتيجياً في سياسة واشنطن لمكافحة المخدرات، بالجمع بين العمل العسكري والدبلوماسي والقانوني.

وتتزامن هذه العملية مع تحذيرات متكررة من الإدارة الأمريكية بشأن خطورة انتشار مادة الفنتانيل، التي تسببت في آلاف الوفيات داخل الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، وتعتبر من أخطر المخدرات صناعيًا بسبب تأثيرها القوي والمميت حتى بكميات ضئيلة.

وتبقى الضربات النوعية مثل تحييد القارب الفنزويلي علامة على عزم واشنطن على مواجهة تدفقات المخدرات بشكل مباشر، بالتوازي مع تحركات دبلوماسية لتعزيز التعاون مع الدول المنتجة أو العابرة لهذه المواد.

ويأمل المسؤولون الأمريكيون أن تكون هذه الإجراءات بمثابة رسالة تحذيرية لكارتيلات المخدرات بأن الولايات المتحدة مستعدة للتصعيد، لضمان الأمن الصحي والاجتماعي لمواطنيها.

اترك تعليقا *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ركن الإعلانات والإشهارات

أبرز المقالات

تابعنا

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.