انطلقت، مؤخرا، أشغال الحفريات بموقع مدينة “مشتراية” الأثري بجماعة الغربية (إقليم سيدي بنور)، في إطار جهود علمية وأكاديمية تهدف إلى المساهمة في ضبط الرصيد الأركيولوجي للمنطقة وتعزيز الدراسات التاريخية المرتبطة بجهة دكالة.
ويشرف على هذه الحفريات مختبر المغرب والبلدان المتوسطية التابع لجامعة شعيب الدكالي، في سياق شراكة مع المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، وذلك ضمن برنامج علمي يسعى إلى النهوض بالبحث الأثري الوطني وإبراز الأهمية التاريخية لهذا الموقع.
وأوضح عبد الله فيللي، مدير المختبر وأستاذ التاريخ والأركيولوجيا بالجامعة، أن هذا المشروع يندرج ضمن اتفاقية تعاون تهدف إلى خلق مشروع أثري بمدينة الغربية، بشراكة مع فعاليات وجمعيات محلية، قصد ضبط الرصيد الأثري للمنطقة من حيث الأسوار والأبواب والخزفيات، مشيرا إلى أن العينات المرفوعة ستخضع لتحاليل دقيقة قد تتيح الكشف عن معطيات جديدة.
من جانبه، أكد أحمد الصديقي، رئيس مؤسسة شعيب الصديقي الدكالي، أن مدينة “مشتراية” كانت من أهم الحواضر التاريخية التي عرفتها المنطقة، حيث اشتهرت بلقب “المدينة” وكانت تمثل أكبر مركز حضري بين أسفي وأزمور، مبرزا أن توقيع اتفاقية شراكة مع المختبر يهدف إلى تطوير الدراسات المرتبطة بتاريخ دكالة والحفاظ على ذاكرته التاريخية.
وتجدر الإشارة إلى أن “مشتراية”، التي تعود نشأتها إلى القرن السادس عشر، تعد من الحواضر القديمة البارزة بمنطقة دكالة، وحملت عبر تاريخها عدة تسميات من بينها “المدينة الغربية”، و”مشتراءة”، و”مشنزاية”، قبل أن يستقر اسمها على “مشتراية”. وتقع هذه الحاضرة التاريخية بين الوليدية وجماعة الغربية الحالية.
