تحقيق24/محمد مسير ابغور
حسب التقارير المنجزة من طرف جهات عديدة والمهتمة بقضية الوحدة الترابية والصحراء المغربية عرفت القضية سنة 2024 مستجدات مهمة على الصعيد الدولي والقاري مؤكدة على تفوق الديبلوماسية المغربية على خصوم الوحد الترابية الذي اخدت منعطفا ايجابيا ومكاسب جد مهمة على المستوى العالي باعترافات دولية بحل الحكم الداتي كاساس لحل النزاع المفتعل .ومن بين الدول التي اعترفت بالوحدة المغربية على اراضيه الجنوبية واختارت الحل الاممي الانسب نجد سلوفينيا فنلندا الدنمارك وايستونيا ليصل اجمالي الدول الاوربية ازيد من عشرين دولة بالاضافة الى الاكوادور وبانما والبارغواي معترفة بمغربية الصحراء وسحبه الاعتراف بالجمهورية الوهمية ليصل عدد الدول المعترفة 113 دولة .
وقد حاول المبعوث الاممي ستيفان ديمستورا تكرير واعادت سيناريو جيمس بيكر باقتراح من الجزائر والمتعلق بتقسيم الصحراء المغربية بين المغرب وجبهة البوليساريو كحل للنزاع لكن المغرب رفض هذا الاقتراح على لسان ناصر بوريطة مؤكدا ان المغرب سبق ان عبرت عنه المملكة المغربية سنة 2002 معتبرا ان هذا المقترح التي تقف ورائه الجزائر مرفوض وغير مطروح كفكرة للنقاش نهائيا امام الامم المتحدة .
**العلاقة المغربية الفرنسية تعود للدفئ
وقد سجلت هذه السنة خطوة ديبلوماسية جد مهمة متمثلة في عودة العلاقة المغربية الفرنسية والتي شكلة نقطة مهمة في قضية الوحدة الترابية وذالك باستئناف العلاقة الثنائية بشكل اقوى من الماضي العلاقة التي راهنت على الشق الاقتصادي والسياسي بين الرباط وباريس بعد جمود دام لاكثر من ثلاث سنوات بسبب التقارب الفرنسي الجزائري والازدواجية في المواقف من طرف الرئاسة الفرنسية تجاه المصالح العليا للمملكة المغربية وخاصة على الصعيد الاوربي في قضية الصحراء .تكللت بزيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمغرب واستقباله من طرف جلالة الملك محمد السادس بالرباط والذي اعتبرها الطرفين المغربي والفرنسي فرصة ثمينة لعودة الروح الى العلاقة بين الدولتين من جديد واعتراف باريس بالسيادة المغربية على اراضيه الجنوبية من خلال برقية والتي جاء فيها ان فرنسا تعتبر ان حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في اطار السيادة المغربية وان الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية يعد الاطار الذي يجب من خلاله حل هذه القضية .وعلى هامش هذه الزيارة الرسمية للرئيس الفرنسي للمغرب تم توقيع اتفاقيات ثنائية بين البلدين بقيمة استثمارية تناهز عشر مليارات اورو والتي شملت هذه الاتفاقية قطاع السكك الحديدية والهيدروجين الاخضر والفلاحة والزراعة وصناعة الالعاب اللاكترونية والطاقة المتجددة.
**جلالة الملك يعلن عن المبادرة الاطلسية
وشكلت المبادرة الاطلسية التي اعلن عنها الملك محمد السادس تجاه الدول الافريقية في الساحل والصحراء خطوة جد مهمة من المغرب لتعزيز التقارب جنوب جنوب وذالك بتمكين بعض الدول الافريقية من ولوج المحيط الاطلسي باعلان المغرب عن فتح ابوابه امام الدول الافريقية الصديقة في اطار التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمار للوصول الى المحيط الاطلسي حيث تشكل الرؤية الملكية مسارا يهدف الى تعزيز التنمية والاستقرار في منطقة الاطلسي والمناطق الفرعية وتعزيز استدامة من خلال الاعتماد استراتيجية طويلة الامد تسهم في احداث اثر ايجابي على اجيال المستقبل .وقد تم اختيار مدينة الداخلة لتكون منطلق المبادرة الاطلسية المغربية الافريقية وذالك بتشييد ميناء في الاقاليم الجنوبية والذي يوازي ميناء طنجة المتوسط ويشكل قطبا اقتصاديا وتجاريا مهما مع دول الساحل والصحراء لتمكينها من الوصول للواجهة الاطلسية .
وقد تعززت هذه المشاريع الاقتصادية بعودة العلاقة الموريطانية المغرية الى عهدها القديم وذالك بزيارة الرئيس الموريطاني ولقائه بجلالة الملك .والوساطة بين الاطراف المتنازعة على الحكم بليبيا في لقاء بوزنيقة الاخير والذي تكللت بحوار هادف نحو الاستقرار بليبيا بالاضافة الى دور الوساطة الذي يلعبه المغرب عند دول الساحل والصحراء عند الدول الغربية وذالك بسبب علاقة المغرب الجيدة من الانظمة العسكرية في مالي والنيجر وبوركينافاسو بوساطة ملكية حسب ما تناولته جريدة لوموند الفرنسية .بتدخله لاطلاق سراح اربعة عملاء فرنسيين تابعين للمديرية العامة للامن الخارجي الفرنسي كانوا محتجزين في بوركينافاسو بعدما قضوا سنة كاملة من الاعتقال وقد اكدت الصحيفة الفرنسية الذائعة الصيت بفرنسا ان جهود الديبلوماسية المغربية وتوصل الملك للاتفاق مع قائد المجلس العسكري ابراهيم تراوري تعكس الدور الايجابي للمغرب كوسيط رئيسي بين المغرب والانظمة الافريقية والذي وصفته فرنسا بالخدمة الكبيرة لها وخاصة في ظل تدهور العلاقة السياسية بين فرنسا وبوركينافاسو بسبب موقفها المعارض للانقلاب العسكري .
ومن بين التحديات المطروحة للمغرب وامام الاجتهاد الكبير والنتائج الجيدة للديبلوماسية المغربية رغم الضرفية الدولية والصراعات في الشرق الاوسط وسوريا والحرب الاوكرانية الروسية وكذالك الانتخابات الاخيرة بامريكا وفوز ترامب الى ان كل التحليلات تضهر ان المغرب اصبح من الكبار ومع الكبار بقوته ورزانته السياسية وبحكمة الملك محمد السادس الذي يراهن عن تحقيق السلم الاممي من خلال الاحتكام الى المؤسسات الدولية اهمها الامم المتحدة والعلاقات المتميزة مع الدول العظمى التي تكتسب قوة داخل هذه المؤسسة .