بريطانيا تعلن دعمها لمبادرة الحكم الذاتي.. وتعزز علاقاتها الاقتصادية مع المغرب

tahqiqe24

أعلنت بريطانيا دعمها لخطة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب في منطقة الصحراء، في خطوة دبلوماسية تعتبر تحولًا مهمًا على الساحة الدولية، حسب تقرير لصحيفة “El Confidencial” الإسبانية. هذا الدعم جاء بعد جهود دبلوماسية مكثفة بذلتها الرباط داخل البرلمان البريطاني، ليشكل خروجًا عن سياسة بريطانيا السابقة التي استمرت لنحو خمسين عامًا في اتباع مسار الأمم المتحدة.

وتشير الصحيفة إلى أن المغرب كان أول دولة توقع اتفاقًا تجاريًا مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، حيث تحولت السوق البريطانية تدريجيًا من اعتمادها على الطماطم الإسبانية إلى المنتجات المغربية، مما يعكس الأهمية الاقتصادية والجيوسياسية لهذا التحول، خاصةً في علاقات بريطانيا مع إسبانيا.

ويتمتع المغرب اليوم بموقع ريادي كشريك استراتيجي في مجالات التجارة والدفاع والأمن الأوروبي. بانضمام بريطانيا، العضو الدائم في مجلس الأمن، إلى قائمة الداعمين للخطة المغربية، ينضم إلى دول كبرى مثل الولايات المتحدة، إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، وهولندا. كما أعلنت كينيا، التي كانت من أبرز المؤيدين لجبهة البوليساريو، دعمها لخطة الحكم الذاتي المغربية منذ عام 2007.

وأكدت الحكومة البريطانية أن هذا التغيير يأتي ضمن سياسة “الواقعية التقدمية” في العلاقات الخارجية، مصحوبًا بتعزيز فرص الاستثمار للشركات البريطانية، خصوصًا في المشاريع المرتبطة بكأس العالم 2030، إلى جانب التزام المغرب بنشر نسخة جديدة من خطة الحكم الذاتي واستئناف المفاوضات.

من جهته، أبرز معهد الدراسات البريطاني “Royal United Services Institute” الدور المتنامي للمغرب في تعزيز استقرار منطقة الساحل، واصفًا إياه بالجسر الحيوي بين شمال وغرب إفريقيا، مع التركيز على مشاريع مثل محطة الكهرباء التي افتتحت في نيامي أواخر 2024.

وعلى الصعيد الاقتصادي، استفاد المغرب من بريكست ليصبح شريكًا تجاريًا بارزًا لبريطانيا، حيث ارتفع ترتيبه من المرتبة 52 إلى 44 بين مصادر الواردات البريطانية في فترة وجيزة.

في الختام، تؤكد الصحيفة أن استراتيجية المغرب الدبلوماسية، المبنية على الصبر والتراكم، بدأت تؤتي ثمارها في واحدة من أكثر المناطق السياسية حساسية على الساحة الدولية.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.