بشراكات دولية ووطنية.. مشروع رائد يضع سيدي بنوار أكلو في صلب خريطة الاقتصاد الأزرق

tahqiqe24

يونس سركوح،

في إطار رؤية تنموية شاملة تروم تثمين الموارد البحرية وتعزيز الدور الاقتصادي والاجتماعي للساكنة المحلية، أطلقت جمعية أمود للنماء سيدي بنوار أكلو مشروعا طموحا تحت مسمى «التمكين من خلال الاقتصاد الأزرق»، وذلك بشراكة مع منظمة الهجرة والتنمية وبدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية (AFD)، وبتعاون مع كتابة الدولة المكلفة بالصيد البحري.

يستند هذا المشروع إلى مقاربة متعددة الأبعاد، تنفتح على الشراكات الوطنية والدولية، من أجل إرساء أسس اقتصاد أزرق مستدام بالمنطقة. فقد شهد دوار سيدي بنوار أكلو تنظيم مائدة مستديرة حول موضوع الاقتصاد الأزرق وتثمين الساحل، ضمن فعاليات ملتقى سلوفيش تيكري في دورته السابعة، بمشاركة تعاونيات مستفيدة من المشروع، وبحضور خبراء مرموقين من المغرب ومن دول كوريا وكندا وإيطاليا وفلسطين وفرنسا، ما أضفى على النقاش طابعا دوليا عزز من زخم المبادرة.

وانسجاما مع أهداف المشروع في نشر الوعي وتقوية الروابط بين مختلف الفاعلين، تم تنظيم لقاءات تواصلية عن بعد ضمت تعاونيات نسوية للمنتوجات البحرية إلى جانب فعاليات جمعوية وأكاديمية مهتمة بمجال الاقتصاد الأزرق، وأسهمت هذه اللقاءات في تبادل الخبرات والتجارب واستكشاف سبل التعاون المستقبلي. كما بادر القائمون على المشروع إلى تأسيس مجموعة وطنية عبر تطبيق «واتساب» تجمع بين تعاونيات نسوية للصيد البحري وصيادين وفاعلين جمعويين وأطر من وزارة الصيد البحري وطلبة باحثين، لتكون منصة حية لتقاسم المعلومات ومناقشة التحديات والفرص ذات الصلة.

ولم يغفل المشروع البعد الميداني، حيث نُظمت لقاءات تواصلية مع التعاونيات النسوية للمنتوجات البحرية بإقليم أكادير إداوتنان بجماعة تامري، وأخرى بمقر الجمعية بأكلو بإقليم تيزنيت، وهو ما ساهم في توسيع دائرة الاستفادة وتعميق النقاش المحلي حول الإمكانيات التي يتيحها الاقتصاد الأزرق. كما جرى عقد لقاءات وندوات إضافية عن بعد مع التعاونيات المستفيدة وهيئات وشخصيات مهتمة بالمجال، ما أرسى قاعدة تشاركية متينة بين الأطراف المعنية.

أما على مستوى التحسيس والإعلام، فقد حرص المشروع على تسجيل ثلاثة فيديوهات إشهارية توعوية ونشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن إنتاج روبورتاجات ووصلات إخبارية تم بثها بالقنوات الوطنية والإذاعات المغربية، إلى جانب نشر مواد إخبارية عبر مواقع إعلامية وطنية ودولية، بما يعزز من إشعاع المبادرة ويضمن وصول رسائلها إلى أوسع شريحة ممكنة. وتم إعداد وتوزيع ألف شارة تحمل عبارة «Touche pas mon littoral» لترسيخ ثقافة حماية الساحل، مع تركيب سبع لوحات إشهارية بسبعة دواوير بجهة سوس ماسة في إطار حملة توعية موسعة.

ولإضفاء بعد رقمي مستدام، أنشأت الجمعية موقعا إلكترونيا خاصا بها ليكون واجهة تعريفية وتوثيقية لمختلف أنشطتها وبرامجها، كما عملت على إعداد ونشر استبيانات دورية، وإنتاج بودكاستات ومواد إشهارية وإخبارية تُبث بشكل مستمر عبر منصات التواصل الاجتماعي. وتوجت هذه الدينامية بتنظيم يوم دراسي بمدينة تيزنيت خُصص لموضوع الاقتصاد الأزرق وتثمين الساحل، ليشكل محطة علمية وحوارية جمعت مختلف المهتمين والخبراء.

يُبرز هذا المشروع الرائد كيف يمكن للشراكات الدولية والوطنية أن تلتقي في مبادرة محلية فتمنحها بعدا أوسع وأثرا أعمق، من خلال تمكين النساء والصيادين والفاعلين المحليين من فرص الاقتصاد الأزرق، وتحفيزهم على حماية مواردهم الساحلية وضمان استدامتها، انسجاما مع الأهداف الكبرى للتنمية المستدامة وأولويات المملكة في هذا المجال الحيوي.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.