بعد أن سلبته زوجته الثانية مليار سنتيم، طليقته الأولى تعود لإنقاذه

ياسين لتبات ياسين لتبات

في مشهد إنساني نادر في زمن تراجعت فيه القيم وتبددت فيه معاني الوفاء، أقدمت سيدة مغربية على تصرف نبيل أثار إعجاب الرأي العام، بعدما قررت العودة إلى حياة طليقها السابق الذي وجد نفسه يعيش وضعًا مأساويًا، إثر تعرضه لعملية استغلال مادي ونفسي من طرف زوجته الثانية، التي استحوذت على ما يقارب مليار سنتيم من ثروته، قبل أن تطرده إلى الشارع وتتركه يواجه التشرد والانكسار، بعد أن كان من أنجح الرجال وأكثرهم استقرارًا.

بدر، وهو رجل وُلد وسط عائلة ميسورة الحال، عاش منذ طفولته حياة رغيدة تميزت بالوفرة والطمأنينة، حيث تفوق في دراسته وتخرج في تخصص مكّنه من الالتحاق بشركة الخطوط الملكية المغربية كمفتش، ما أتاح له تقاضي أجر محترم بلغ 22 ألف درهم شهريًا.

إلى جانب ذلك، ورث عن والديه ثروة معتبرة شملت عقارات في مدن مختلفة، ومزرعتين، وأرصدة بنكية ضخمة، ليعيش حياة ناجحة ومستقرة تملؤها الطموحات والأحلام.

لكن الرياح لم تجرِ بما اشتهت سفنه؛ فبعد أن طلق زوجته الأولى وارتبط بامرأة ثانية ظنّ أنها ستكون شريكة عمره، انقلبت حياته رأسًا على عقب.

فبحسب روايته، كانت الزوجة الجديدة تخطط منذ البداية للاستحواذ على أمواله، إذ استغلت ثقته العمياء فيها لتجرده تدريجيًا من ممتلكاته، قبل أن تطلب الطلاق بعد أن حصلت على كل ما أرادت، تاركة إياه مفلسًا ومحطمًا نفسيًا.

وجد بدر نفسه فجأة في الشارع، بلا مأوى ولا مورد رزق، يعيش حالة من الانهيار التام بعد أن فقد كل شيء، حتى عمله في شركة الطيران، نتيجة تدهور حالته النفسية.

وبين ليلة وضحاها، تحول من رجلٍ يعيش في أرقى الأحياء ويقود سيارة فاخرة، إلى مشردٍ يتقاسم الأرصفة مع المارة، فاقدًا الأمل والثقة في الناس.

غير أن الموقف الإنساني الذي لامس قلوب المغاربة تمثل في عودة طليقته الأولى إلى جانبه، بعد أن علمت بما آلت إليه أوضاعه، فدون تردد، بادرت إلى البحث عنه ومساعدته، متجاوزة جراح الماضي وخلافات الطلاق، لتفتح له باب بيتها وتوفر له المأوى والرعاية والدعم النفسي، في محاولة لإعادة التوازن إلى حياته المنهارة.

وقد أثارت هذه الخطوة الإنسانية الرفيعة تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون مثالًا نادرًا على الرحمة والوفاء، ورسالة قوية تؤكد أن الإنسانية لا تُقاس بالمصلحة، وأن الرحمة قادرة على إحياء ما مات من القيم، مهما قست الظروف وطال الزمن.

وهكذا، تحولت قصة بدر وطليقته إلى رمز للأمل والإخلاص في مجتمع يتعطش لمثل هذه النماذج التي تذكّر بأن الخير لا يزال حيًا في النفوس، وأن بعض القلوب لا تعرف سوى العطاء، حتى لمن كانوا يومًا جزءًا من الماضي.

اترك تعليقا *

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ركن الإعلانات والإشهارات

أبرز المقالات

تابعنا

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.