يونس سركوح،
تتأهب ساكنة جماعة بلفاع وماسة، بإقليم اشتوكة أيت باها، لتنظيم مسيرة احتجاجية باتجاه ولاية جهة سوس ماسة بأكادير، وذلك في خطوة تصعيدية تعكس حجم الاستياء الشعبي من استمرار أزمة المطرح العشوائي للنفايات، وما يخلفه من أدخنة كثيفة باتت تؤثر بشكل مباشر على صحة الساكنة وجودة عيشهم.
ويأتي هذا التصعيد، وفق ما أكدته مصادر محلية، بعد أن فقد المواطنون الثقة في وعود المنتخبين والمسؤولين المحليين، الذين التزموا في مناسبات سابقة بعدم تكرار إشعال النيران في أكوام النفايات، غير أن الوضع ظل على حاله، بل تفاقم مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة.
في تصريح لـ”تحقيقـ24″، قال أحد ساكنة بلفاع (م.خ): “لم نعد قادرين على تحمل هذه الأدخنة التي تخترق بيوتنا ليل نهار. أطفالنا يعانون من السعال المتكرر، وكبار السن يشتكون من ضيق التنفس، ومع ذلك لا أحد من المسؤولين المحليين وفى بوعوده. لم يعد أمامنا خيار سوى الاحتجاج والتوجه إلى ولاية أكادير لإيصال صوتنا”، على حد تعبيره.
من جانبه، أوضح، طبيب مختص في أمراض الجهاز التنفسي رفض الكشف عن هويته، أن الأدخنة المتصاعدة من حرق النفايات تحتوي على جزيئات سامة تؤثر على الرئتين بشكل خطير، مضيفا: “الأطفال والرضع من أكثر الفئات عرضة لهذه المخاطر، إذ يمكن أن تؤدي هذه الأدخنة إلى التهابات حادة في الجهاز التنفسي، بينما قد يتسبب التعرض المستمر لها في أمراض مزمنة لدى الكبار، مثل الربو أو أمراض انسداد الشعب الهوائية”، مؤكدا على ضرورة التدخل العاجل لإيجاد حل بيئي وصحي لهذه المعضلة.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن هذا الملف يطرح من جديد إشكالية تدبير النفايات في المناطق القروية وشبه الحضرية، حيث يظل اللجوء إلى الحرق العشوائي الخيار الأسهل والأسرع، لكنه الأكثر خطورة على الصحة العامة والبيئة. كما يشيرون إلى أن هذه الأزمة تعكس ضعف التنسيق بين السلطات المحلية والجماعات الترابية في إيجاد حلول مستدامة تراعي الحق الدستوري للمواطنين في بيئة سليمة وصحية.
ويترقب الشارع المحلي مسار هذه المسيرة الاحتجاجية، ومدى تجاوب السلطات الولائية مع مطالب الساكنة، في وقت يتزايد فيه الضغط الشعبي من أجل تدخل عاجل وحاسم ينهي سنوات من المعاناة المتكررة مع مطرح النفايات العشوائي.
وجدير بالذكر أن جريدة “تحقيقـ24” سبق أن تطرقت إلى هذا المشكل في مناسبات عديدة، في إطار مواكبتها المستمرة لقضايا الساكنة المحلية وانشغالاتها.