يشكل تمكين المرأة القروية بإقليم بنسليمان إحدى الركائز الأساسية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي جعلت من دعم النساء في الوسط القروي محورًا رئيسيًا لبرامجها الهادفة إلى تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مستدامة.
فمن خلال مشاريع موجهة نحو تعزيز ريادة الأعمال النسائية، وتوفير التكوين والمواكبة، مكنت المبادرة العديد من النساء من اكتساب مهارات جديدة والانخراط الفعلي في النسيج الإنتاجي المحلي، مما انعكس إيجابًا على مستوى الدخل وظروف العيش، وساهم في تكريس ثقافة الاعتماد على الذات.
ومن أبرز المشاريع الداعمة لهذا التوجه، يبرز مشروع “دار الأمومة” بجماعة مليلة، الذي أحدث بشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمندوبية الإقليمية لوزارة الصحة والجمعيات المحلية. ويهدف هذا الفضاء إلى تقديم خدمات الرعاية الصحية والاجتماعية للنساء القرويات قبل الولادة وبعدها، بما يضمن حماية صحة الأم والطفل، ويساهم في تقليص المخاطر المرتبطة بالحمل.
وفي السياق ذاته، يشكل مركز مليلة للتربية والتكوين نموذجًا آخر لمشاريع المبادرة، إذ يوفر تكوينات مهنية في مجالات الخياطة والإعلاميات والتجميل لفائدة النساء والفتيات، ويدعم المبادرات المقاولاتية والتعاونيات الناشئة، بهدف تسهيل الاندماج الاجتماعي والاقتصادي.
كما ساهمت المبادرة في دعم تعاونيات نسائية عديدة، من بينها تعاونية “الوفاق” بدوار أولاد وهاب زيايدة، المتخصصة في إنتاج النباتات الطبية والعطرية، والتي تشغل عشر نساء استفدن من فرص شغل قارة ومصدر دخل مستدام، ما يعكس نجاح مقاربة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في تمكين المرأة القروية.
وأشار فؤاد حساني، رئيس مصلحة تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بقسم العمل الاجتماعي ببنسليمان، إلى أن المبادرة مولت 46 مشروعًا بقيادة نساء، منها سبعة مشاريع قروية، بميزانية إجمالية بلغت 574 ألف درهم، ساهمت المبادرة فيها بما يفوق 90 بالمائة. كما دعمت 22 تعاونية نسائية تضم نحو 110 امرأة قروية، بغلاف مالي تجاوز 2.9 مليون درهم.
وتعكس هذه المبادرات مجتمعة حرص المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على تعزيز العدالة المجالية والنهوض بأوضاع النساء في العالم القروي، عبر تمكينهن اقتصادياً واجتماعياً، وإشراكهن في بناء تنمية محلية قائمة على المساواة والاستدامة.
