بوريطة: المغرب يدعم حلاً ليبياً خالصاً بعيداً عن التدخلات الخارجية

tahqiqe24

تحقيق24: محمد مسير أبغور،

خلال افتتاح الاجتماع التشاوري بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيين، الذي تستمر أشغاله لمدة يومين بمدينة بوزنيقة، ألقى السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، كلمة أكد فيها أن المغرب ينظر إلى اختيار مدينة بوزنيقة لعقد هذا الاجتماع التشاوري كإشارة إلى الثقة الدائمة والأخوة الصادقة التي تجمع بين البلدين والشعبين. كما يعكس هذا الاختيار ارتياح الليبيين لعقد اجتماعاتهم بالمملكة بفضل المقاربة التي اعتمدها المغرب، بتوجيهات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، تجاه الملف الليبي منذ بدايته.

وأوضح السيد الوزير أن هذه المقاربة ترتكز على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، وعلى احترام إرادة الليبيين ومؤسساتهم، ودعم كل الخيارات التي تعتمدها المؤسسات الليبية الشرعية للدفع نحو حل للأزمة. وشدد على أن المغرب يتيح لليبيين مجالًا للتحاور فيما بينهم بدون فرض مواقف أو اقتراحات أو مبادرات، مكتفيًا بالتجاوب مع رغبات الأطراف الليبية لتوفير مساحة للحوار والتشاور بعيدًا عن أي ضغوط. وأبرز أن الشعب الليبي أثبت قدرته على اتخاذ خطوات مهمة عندما توضع المصلحة الوطنية في الصدارة.

وأكد السيد بوريطة أن مواقف المملكة المغربية، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ثابتة ولا تتغير بتغير الأحداث أو السياقات، مشيرًا إلى أن المغرب يدعم استقرار ليبيا ووحدتها، ويرى أن الحل يجب أن يكون دائمًا ليبيًا-ليبيًا. كما أكد أنه لا يمكن القبول بأي حل يُفرض على الليبيين أو يأتي من الخارج، معتبرًا أن دعم الخطوات التي تتخذها المؤسسات الليبية هو السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار في ليبيا.

وأشار السيد الوزير إلى أن روح اتفاق الصخيرات، الموقع في 17 ديسمبر 2015، تمثل المرجعية الأساسية لليبيين، حيث منح الاتفاق للبلاد مخاطبين على المستوى الدولي، وأرسى نوعًا من الاستقرار والمؤسسات، ومنها المؤسستان الحاضرتان في الاجتماع، وهما مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة الليبيان، اللذان يُعدان فاعلين مهمين لتحقيق أي تقدم في مسار حل الملف الليبي.

وشدد على أهمية استحضار روح الصخيرات في هذه المرحلة الحاسمة من الملف الليبي، معتبرًا أنها الروح التي أظهرت للعالم قدرة الليبيين وإرادتهم ورؤيتهم لحل مشاكل بلادهم، وهي ما تحتاجه ليبيا والمجتمع الدولي اليوم.

واختتم السيد الوزير كلمته بالتأكيد على أن تدخل المغرب يأتي في سياق تزايد حجم التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، موضحًا أنه لا يعقل أن تُحل مشاكل الدول العربية ضمن أجندات سياق دولي أو خارج المحيط العربي. ومن هذا المنطلق، يرى المغرب أن الحوارات الليبية لا يمكن أن تؤتي ثمارها إلا بغياب التدخلات الأجنبية.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.