في إطار جهود صون الذاكرة التاريخية وتثمين الإرث المقاوم لمنطقة الأطلس الصغير الغربي، شهدت جماعة أملن يوم السبت 22 فبراير 2025 توقيع اتفاقية إطار تهدف إلى إحداث “ركن الذاكرة المحلية وتثمين تراث المقاومة” داخل الفضاء السياحي بمركز الجماعة، وذلك بحضور عدد من الفعاليات المحلية وأبناء المقاومين وذويهم.
وأشرف على توقيع الاتفاقية كل من السيد عبد الرحمان حجي، رئيس المجلس الجماعي لأملن، والسيد محمد بنيدير، رئيس مركز تيملت للبحث والتوثيق، على هامش فعاليات المحطة الرابعة للملتقى الأول لذاكرة المقاومة بالأطلس الصغير الغربي.
وتروم هذه الاتفاقية تخليد تضحيات المقاومين من أبناء المنطقة من خلال تخصيص فضاء مخصص لحفظ الوثائق والصور والشهادات التاريخية، فضلاً عن تنظيم أنشطة إشعاعية تسلط الضوء على الذاكرة التاريخية للمقاومة على المستويين المحلي والوطني.
ويلتزم الشركاء بموجب الاتفاقية بتجهيز الفضاء وتوفير المتطلبات الضرورية لضمان جمع وحفظ الوثائق والمخطوطات التاريخية المرتبطة بالمقاومة، مع تأمين صيانة الوثائق التاريخية المعروضة لضمان استدامتها وقيمتها العلمية. كما تسعى المبادرة إلى توعية الأجيال الصاعدة بدور المقاومة في تحقيق الحرية والاستقلال وترسيخ الوعي التاريخي بالموروث النضالي للمنطقة.
وشهدت المحطة الرابعة للملتقى، التي احتضنتها جماعة أملن، نقاشات مستفيضة حول محاور جوهرية، من بينها دور المقاومة المحلية في مواجهة الاستعمار، وأهمية توثيق الذاكرة التاريخية من خلال الأدب والشعر، إضافة إلى استعراض الأثر الاجتماعي للحراك التاريخي بالمنطقة. كما عرفت الجلسات تقديم مداخلات علمية من قبل أكاديميين وباحثين متخصصين، أغنت النقاش وسلطت الضوء على مختلف الأبعاد التاريخية والثقافية للمنطقة.
وتعكس هذه المبادرة إدراكاً متزايداً لأهمية حفظ وتوثيق الذاكرة التاريخية باعتبارها رافداً من روافد الهوية الوطنية، وكذا وسيلة لترسيخ القيم الوطنية وتعزيز الارتباط بالماضي في أبعاده المختلفة.
