في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التنمية المستدامة والتخطيط الحضري المتوازن، تستعد مدينة تافراوت لاحتضان الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول المدن المستدامة، المزمع تنظيمه في الفترة الممتدة من 16 إلى 17 فبراير 2025.
ويأتي هذا الحدث بتنظيم من جماعة تافراوت والمجلس العلمي الاستشاري لمبادرة مدينة تافراوت، وبمشاركة نخبة من الخبراء والأكاديميين من مختلف دول العالم، يمثلون مؤسسات بحثية مرموقة، ضمنها فرنسا، الدنمارك، كندا، سلوفينيا، والجمهورية التشيكية، إلى جانب باحثين وأكاديميين مغاربة.
يركز المؤتمر على استعراض التجارب الدولية الناجحة في مجال التصميم الحضري المستدام، والتحديات التي تواجه المدن النامية في تحقيق التوازن بين التطور العمراني والمحافظة على البيئة. وستتخلل الجلسات كلمات رئيسية لمجموعة من الأساتذة والخبراء، تتناول مواضيع عدة، من بينها أنظمة البناء التقنية الملائمة للمناخ، ودور المساحات الخضراء في تخفيف الآثار البيئية، إضافة إلى مناقشة حلول التنقل الذكي والابتكار في التصميم العمراني.
وسيشهد المؤتمر تنظيم ورشات عمل تفاعلية بإشراف متخصصين، تهدف إلى تقديم حلول عملية ومبتكرة تتماشى مع الخصوصيات الثقافية والطبيعية لمدينة تافراوت، إضافة إلى جولات ميدانية تتيح للمشاركين فرصة التعرف عن كثب على الإمكانات التي تزخر بها المدينة.
إلى جانب الجلسات العلمية، يولي المؤتمر اهتمامًا خاصًا لتعزيز التعاون بين الجامعات المغربية ونظيراتها الأوروبية، من خلال ورشات تهدف إلى تطوير شراكات أكاديمية تسهم في دعم مشاريع البحث والتطوير في مجال الاستدامة الحضرية.
وحسب مصادر، أكدوا أن المؤتمر يشكل فرصة سانحة لتافراوت لاحتلال موقع ريادي في مجال المدن المستدامة، من خلال تبني استراتيجيات علمية وعملية تسهم في جعل المدينة نموذجًا يحتذى به على الصعيدين الوطني والدولي.
يُنتظر أن يُسفر المؤتمر عن توصيات عملية من شأنها تعزيز جهود التنمية المستدامة بمدينة تافراوت، لا سيما فيما يتعلق بتبني حلول صديقة للبيئة في البناء والتخطيط الحضري، وتعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص للنهوض بالمجال العمراني.
ويأتي هذا الحدث ليؤكد التزام تافراوت برؤية تنموية متكاملة تستند إلى مقوماتها الطبيعية والثقافية، وتسعى إلى تحقيق نمو متوازن يحافظ على هوية المدينة، ويستشرف في الوقت ذاته آفاق الابتكار والاستدامة.