ترى…ألن تأتي !

tahqiqe24

ابن سوكا .. الحاضر الغائب

أجريت مناظرات كثيرة مع شعراء، بعضها بدأ باستفزاز طريف، وانتهى بنا في أعماق لم نتوقعها. في كل مرة كنت أكتشف أن الشاعر بئر ودلو في آنٍ واحد… تارةً أكون أنا البئر والمناظر هو الدلو، وتارة العكس، وكلٌ يغترف من عمق الآخر دون أن يعلم ما سيجده.

لكن… لم يسبق لي أن ناظرت شاعرة.
ربما لأن مجتمعنا لا يمنح للنساء المساحات الكافية للظهور، حتى في الشعر، نادرًا ما برزت الشاعرات في العلن.
ومع ذلك، من كل قلبي تمنيت أن يحدث هذا اللقاء…
أن ألتقي بشاعرة، لا لأتغزل، ولا لأستعرض، بل لنتناظر، لنتلاقى من أعماق لا تُرى بالعين المجردة.

أنا متأكد أن مناظرة مع امرأة شاعرة ستكون في غاية الروعة، خصوصًا إن كانت في سن النضج الأنثوي، الأربعين مثلًا، حيث تصبح الكلمة أكثر حكمة، والسكوت أكثر دلالة.

الشعر لا عمر له، صحيح، لكنه حين يُناظر، يُحب أن يجد نظيرًا يحمل في دلوه تجربة لا تقل امتلاءً.

لذلك، إن كانت هناك شاعرة تقرأ هذا…
استفزيني.
أكتبي أول بيت، أو حتى كلمة.
افتحي الدرب، سرًا أو علنًا، ولتكن الكلمة بيننا ميزانًا.

وإن كنتَ تعرفها، فبلّغها عني، وقل لها إن شاعرًا في الستين ما زال يشتاق لمواجهة شعرية تُدهشه…
لا حبًا في النزال، بل شوقًا للغوص في بئرٍ جديدة.

 

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.