تطاحنات وصراعات فايسبوكية بين سياسيين بإقليم شفشاون تُبخّس مجهودات المؤسسات

سمية الكربة

محمد مسير أبغور

في الوقت الذي تبذل فيه المؤسسات الرسمية مجهودات كبيرة بإقليم شفشاون، خاصة في مجالات البنيات التحتية والخدمات الاجتماعية، اندلعت صراعات طاحنة على مستوى مواقع التواصل الاجتماعي بين حزبي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار بالإقليم، على عكس المشهد العام الوطني الذي يجمع الحزبين في تحالف يشكل الأغلبية الحكومية.

وقد ربط عدد من المحللين هذه الصراعات بسعي الأطراف المعنية إلى التموقع السياسي استعداداً للانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها سنة 2026، بينما اعتبرها آخرون محاولات لتبخيس دور السلطات الإقليمية والبرامج التنموية المفتوحة، بما يشكل تهديداً للسلم الاجتماعي بالإقليم.

وأفادت مصادر إعلامية مؤخراً بأن خلافاً نشب بين برلمانيين من الحزبين بلغ حد التلاسن خلال جلسة الأسئلة الشفوية لرئيس الحكومة، يوم الاثنين الأخير، وذلك تحت قبة البرلمان، حسب ما تداولته مجموعة من المنابر الإعلامية.

كما سجّل غياب لافت لبرلمانيي الإقليم عن عدد من المحطات الرسمية والمناسبات الوطنية، من بينها الذكرى العشرون لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية واحتفالات المديرية العامة للأمن الوطني، وهو ما أثار تساؤلات عديدة لدى متتبعي الشأن السياسي بالإقليم، خاصة أن بعض البرلمانيين برروا غيابهم بالانشغال بالترافع داخل اللجان، بينما امتنع آخرون عن تقديم أي تبرير.

واستناداً إلى معطيات حصرية توصل بها موقع “تحقيقـ24″، فقد حذّرت مصالح وزارة الداخلية بإقليم شفشاون جميع الأطراف السياسية من مغبة الركوب السياسي على المشاريع الكبرى التي أطلقتها الدولة تحت إشراف عمالة الإقليم، وفي إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشددة على ضرورة الابتعاد عن سلوكيات تهييج الرأي العام من خلال نشر معلومات مغلوطة تمسّ بالسلم الاجتماعي، خصوصاً في ظل المرحلة الحساسة التي يمرّ منها الإقليم بشأن تقنين زراعة القنب الهندي، واستغلال هذا الملف سياسياً، إلى جانب قضايا المياه والغابات وتوظيفها في أجندات انتخابية.

كما أفادت مصادر أخرى بوجود صراع داخلي في إطار مجموعة الجماعات حول طرق استغلال الآليات، والإكراهات المالية والموارد البشرية، في سياق توظيفها لمصالح ضيقة وحملات انتخابية سابقة لأوانها، بالإضافة إلى لجوء بعض الأطراف إلى شبكات التشهير والابتزاز لاستهداف المنافسين السياسيين الجدد، والزج برجال السلطة ومسؤولي الإدارة الترابية في صراعات شخصية بين حزبين يشكلان الأغلبية الحكومية، هدفها التسابق المحموم على كسب الأصوات في الاستحقاقات المقبلة.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.