أصدرت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بالرباط، مساء الثلاثاء 3 يونيو الجاري، حكمًا بالسجن لمدة ثمانية أشهر نافذة على عميد شرطة ممتاز يعمل بالمنطقة الأمنية الصخيرات-تمارة، إثر تورطه في نقل الركاب عبر تطبيق “إيندرايف” دون ترخيص قانوني.
تفاصيل القضية تشير إلى قيام المسؤول الأمني، الذي تم توقيفه مؤقتًا عن العمل، باستخدام سيارته الخاصة لنقل الركاب من مرآب محطة قطار أكدال وسط الرباط، مرورًا بشارع الحسن الثاني، وصولًا إلى المركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله، مستعينًا بالمنصة الرقمية “إيندرايف”، في مخالفة واضحة للقانون المنظم لمهنة النقل.
ولاحظ أربعة سائقين مهنيين لسيارات الأجرة هذا النشاط، فباشروا ملاحقة سيارة عميد الشرطة في شارع الحسن الثاني، حيث قام أحدهم بالقفز على مقدمة السيارة وقطع مسافة تقارب الكيلومتر قبل أن يضطر السائق إلى التوقف بعد محاصرته، مما أدى إلى توتر وتبادل للسباب، بالإضافة إلى إلحاق أضرار مادية بالمركبة.
باشرت الجهات الأمنية تحقيقًا فوريًا في الواقعة، استمعت خلاله إلى جميع الأطراف والشهود، قبل أن تحيل القضية إلى النيابة العامة التي قررت متابعة جميع المتهمين في حالة اعتقال.
وقد قضت المحكمة، إلى جانب إدانة عميد الشرطة، بالسجن لمدة ثمانية أشهر نافذة في حق السائقين الأربعة، تبعًا للأفعال المنسوبة إليهم.
وأثارت هذه القضية جدلاً واسعًا في الرأي العام المغربي، بين من يرى أن استخدام موظف أمني لمنصات نقل الركاب غير المرخصة يشكل خرقًا للقانون ويؤثر على النظام المهني، وبين من يعتبر أن تشديد الرقابة على التطبيقات الرقمية للنقل يفاقم الاحتقان بين السائقين المرخصين وغير المرخصين.