وجهت مؤسسة ألتاميرانو الإسبانية، وهي منظمة غير حكومية، مراسلة إلى مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان على هامش الدورة الـ60 لمجلس حقوق الإنسان، نبهت من خلالها إلى الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها النساء والأطفال في مخيمات تندوف بالجزائر.
وكشف تقرير صادم أعدته المؤسسة، استنادا إلى تحقيقات ميدانية وشهادات طبية وإنسانية، عن واقع قاتم يتجلى في سوء تغذية واسع النطاق، ونقص حاد في الرعاية الصحية، إلى جانب الاستغلال والتجنيد القسري للقاصرين والعنف الجنسي.
وبحسب المعطيات، يعاني أكثر من نصف الأطفال الصغار من فقر الدم وسوء التغذية الحاد، مع معدلات مرتفعة لتأخر النمو، في ظل هشاشة البنيات الطبية وغياب العلاجات الأساسية، على الرغم من تدفق المساعدات الإنسانية. وأدان التقرير عمليات اختلاس ممنهجة للمساعدات وانعدام الشفافية في تسييرها، مما يفاقم الأزمة.
كما سلط الضوء على تجنيد الأطفال في تدريبات شبه عسكرية، في خرق صارخ للاتفاقيات الدولية، مشيرا إلى أن الفتيات يواجهن مخاطر أكبر من العنف والاستغلال الجنسي. وانتقد التقرير أيضا برنامج “عطل في سلام”، معتبرا أنه استُخدم لأغراض سياسية وإيديولوجية بدل أن يكون مبادرة إنسانية، وسط شكاوى من صدمات ثقافية وعمليات اختطاف واحتجاز قسري للأطفال.
وأشار التقرير إلى مناخ القمع السائد في المخيمات، مستشهدا بحالات اختفاء قسري واعتقالات تعسفية طالت ناشطين، إلى جانب استمرار ممارسات الاستعباد والتمييز ضد بعض الفئات ذات الأصول العبودية.
وفي ختام التقرير، دعت المؤسسة إلى فتح تحقيق دولي مستقل، وإرساء آليات مراقبة صارمة على المساعدات الإنسانية، مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لحماية النساء والأطفال في المخيمات.
