تنصيب العامل الجديد بتيزنيت… بارقة أمل في حل أزمة التعليم العالي أم خطوة رمزية؟

tahqiqe24

تحقيق24: يونس سركوح،

تستعد مدينة تيزنيت لاستقبال عاملها الجديد، السيد عبد الرحمن الجوهري، في حفل تنصيب رسمي تحت إشراف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، السيد عز الدين الميداوي. وفي الوقت نفسه، سيتم وداع العامل السابق، السيد حسن خليل، الذي ترك بصمة واضحة في مسيرته المهنية. فقد ساهم بشكل كبير في تطوير الإقليم وتحسين خدماته، مما يجعله نموذجًا يحتذى به في الإدارة المحلية. إن هذا الانتقال بين القائمين على الإدارة يشكل فرصة لتقييم الإنجازات السابقة والتطلعات المستقبلية. فيما يتزامن هذا الحدث مع تحديات عديدة تواجه قطاع التعليم العالي في المنطقة، مما يطرح تساؤلات حول مدى جدية الحكومة في معالجة هذه القضايا ودعم التعليم الجامعي في هذا الإقليم.

أزمة التعليم العالي في تيزنيت… واقع صعب وحلول غائبة

تعاني مدينة تيزنيت من غياب مؤسسة جامعية محلية، مما يجبر الطلبة على الانتقال إلى مدن كبرى مثل أكادير أو الرباط لمتابعة تعليمهم العالي. هذا الوضع يُثقل كاهل الأسر مادياً ويعرقل استمرارية تعليم الطلبة الذين يعجزون عن تحمل تكاليف السكن والنقل. كما يعوق التنمية المحلية ويضعف الفرص التعليمية أمام الشباب الطموح.

في هذا السياق، تزايدت المطالب الشعبية والمجتمعية بضرورة إحداث جامعة أو معاهد عليا في المدينة، حيث إن توفر مؤسسة تعليمية عليا محلية من شأنه أن يعزز من فرص التنمية ويحفز الاستثمار في رأس المال البشري المحلي.

تنصيب عامل جديد ووزير جديد… هل يكون بداية عهد جديد؟

تثير مشاركة وزير التعليم العالي السيد عز الدين الميداوي في حفل التنصيب توقعات إيجابية حول إمكانية تبني نهج مختلف وأكثر فعالية في دعم التعليم العالي في تيزنيت. يُعرف الوزير الجديد بخبرته الأكاديمية والإدارية، وقد يُشكل ذلك دافعاً نحو اتخاذ قرارات حقيقية تصب في مصلحة إحداث تغيير ملموس في هذا المجال. وتضافره مع العامل الجديد، السيد عبد الرحمن الجوهري، قد يكون دليلاً على رغبة الحكومة في تنمية المنطقة وإيجاد حلول عملية لأزماتها المتعددة.

التحديات… بين التمويل والإرادة السياسية

رغم التفاؤل الحذر الذي يسود أوساط سكان تيزنيت، إلا أن التحديات المالية والإدارية تبقى عائقاً كبيراً أمام تنفيذ مشاريع التعليم العالي. فتحقيق نقلة نوعية يتطلب ميزانيات ضخمة ودعماً حكومياً كبيراً، إلى جانب التنسيق بين الوزارات المعنية. كما أن تحقيق هذا الطموح مرهون بوجود إرادة سياسية حقيقية لتغيير الوضع، وليس مجرد إجراءات شكلية.

بالإضافة إلى ذلك، يتطلب تطوير التعليم العالي في مدينة تيزنيت تجهيزات لوجستية ودعماً من المجتمع المدني والشركاء الاقتصاديين، حتى يكون للمشاريع المستقبلية أثرٌ حقيقي ومستدام في تحسين أوضاع الشباب وتعزيز فرصهم التعليمية.

آفاق المستقبل… هل تكون تيزنيت نقطة انطلاق للتعليم العالي؟

يبقى السؤال الجوهري: هل سيشهد قطاع التعليم العالي في مدينة تيزنيت تطوراً ملموساً في المستقبل القريب، أم أن هذا التنصيب سيظل خطوة رمزية بلا أثر حقيقي؟ إن الأمل في تحسين واقع التعليم العالي في تيزنيت يعتمد على تضافر جهود جميع الأطراف وتجاوز العوائق المالية والتنظيمية.

على العموم، يعكس تنصيب السيد عبد الرحمن الجوهري بحضور وزير التعليم العالي، رسالة أمل لأهالي تيزنيت، وإشارة إلى أن الحكومة قد تكون مستعدة للنظر بجدية في مطالبهم التعليمية. ومع ذلك، يبقى من الضروري مراقبة القرارات المستقبلية ومدى تحقيقها للتطلعات الشعبية.

إن حفل تنصيب عامل إقليم تيزنيت بحضور وزير التعليم العالي قد يكون خطوة في اتجاه دعم التعليم العالي وتنمية المنطقة، إلا أن النجاح يتطلب خطة واضحة والتزاماً حقيقياً بتنفيذ المشاريع التي تحقق التنمية المستدامة. فهل ستكون تيزنيت على موعد مع عهد جديد للتعليم العالي؟ الأيام المقبلة ستكشف عما إذا كان هذا التنصيب سيكون بداية لتغيير حقيقي أم مجرد خطوة رمزية أخرى.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.