تحقيق24 – يونس سركوح
في إطار الاحتفاء بالذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء، وبالتزامن مع فعاليات الدورة الثالثة للمهرجان الوطني للمسيرة الخضراء، أطلقت كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، تحت إشراف السيد لحسن السعدي، مجموعة من المشاريع التنموية بإقليم أسا الزاك تهدف إلى النهوض بالصناعة التقليدية وتعزيز البنية التحتية الداعمة لهذا القطاع.
وتضمنت هذه المشاريع توقيع أربع اتفاقيات جديدة، تهدف إلى تحسين ظروف العمل في قطاع الصناعة التقليدية، وتوفير فرص التكوين والتأهيل لسكان المنطقة، ولا سيما في جماعة المحبس الحدودية. وتشمل المشاريع إنشاء “دار الخيمة” في جماعة المحبس، التي ستسهم في إحياء التراث الثقافي الحساني وتطوير الحرف المرتبطة به، إلى جانب إعادة بناء مجمع الصناعة التقليدية بمدينة أسا، وإنشاء مركز متخصص للتكوين في الفنون التقليدية.

وتسعى الاتفاقيات كذلك لدعم تسيير المعهد المتخصص في فنون الصناعة التقليدية بكلميم، الذي يُعد أحد المراكز الرائدة في تدريب الكفاءات وتطوير المهارات في مجال الحرف التقليدية. كما شملت هذه الاتفاقيات بناء وتجهيز “دار الصانع” وتوفير المعدات اللازمة لجمع النفايات المنزلية، فضلاً عن تعزيز شبكة الكهرباء في مختلف جماعات الإقليم.
وقد خُصص لهذه المبادرات غلاف مالي إجمالي يقدر بـ 36 مليون درهم، ما يعكس جدية الحكومة في توجيه استثمارات تنموية تسهم في تحسين معيشة السكان وتعزيز الأنشطة الاقتصادية المحلية.
وفي كلمة ألقاها خلال حفل التوقيع، شدد السيد لحسن السعدي على أهمية هذه المشاريع في تحقيق التنمية المستدامة للأقاليم الجنوبية، تماشياً مع التوجيهات الملكية السامية، حيث تهدف إلى خلق فرص عمل وتحقيق التنمية الاجتماعية، فضلاً عن المحافظة على التراث التقليدي الذي يعبر عن هوية المنطقة.
وشهد توقيع هذه الاتفاقيات حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم والي جهة كلميم وادنون، وعامل إقليم أسا الزاك، إلى جانب ممثلي المؤسسات التنموية، مثل وكالة تنمية الجنوب والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، ورؤساء المجالس الإقليمية والمحلية.
تأتي هذه الخطوة في إطار الجهود الحكومية الهادفة إلى تحقيق نهضة تنموية شاملة في الأقاليم الجنوبية، عبر دعم مشاريع البنية التحتية وتوفير سبل العيش الكريم، وتعزيز الصناعة التقليدية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من التراث المغربي الأصيل.