تيزنيت .. تحت إشراف الأميرة للا زينب: كويجان إبراهيم يتبرع بأرض لإقامة مؤسسة خيرية لدعم الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة بـ”أيت براييم”.

tahqiqe24


تحقيق24/ خديجة تافوكت،

بين فرنسا والمغرب، نسج السيد كويجان إبراهيم، المهاجر المغربي من الجيل الأول، قصة استثنائية من العطاء والعمل الخيري امتدت لأكثر من 60 سنة. ولد السيد ابراهيم كويجان في دوار قصبة إبودرارن بالجماعة الترابية أيت ابراييم نواحي تيزنيت، وهو المكان الذي شكل بداية رحلته الطويلة نحو فرنسا، حيث هاجر عام 1963. أصبح السيد إبراهيم كويجان رمزًا للاندماج الناجح والإلتزام الإجتماعي العميق تجاه مجتمعه الأصلي.

في عام 1994، أسس السيد إبراهيم كويجان جمعية مسجد السلام في مدينة أرجونتاي (100/95) الفرنسية، لتكون منارة للإيمان والتواصل بين الجالية المغربية والمسلمة في فرنسا. لم يكن المسجد مجرد مكان للعبادة، بل محطة هامة لتعزيز القيم الثقافية والدينية بين الأجيال الشابة التي كانت بحاجة إلى الانتماء والجذور.

إضافة إلى ذلك، كان للسيد كويجان إبراهيم دور ريادي في تأسيس الجمعية الفرنسية المغربية لترميم المقابر منذ ما يزيد عن عشر سنوات. بفضل جهوده الحثيثة، تم ترميم عدد كبير من المقابر في المغرب، واستطاع أن يقنع الدولة ووزارة الشؤون الإسلامية بضرورة دعم الجمعيات المماثلة التي تهتم بهذا الجانب الهام من التراث والهوية.

وفي عام 1974، شغل السيد إبراهيم كويجان دورًا محوريًا كمترجم للمهاجرين المغاربة في فرنسا بالتعاون مع مؤسسة البنك الشعبي، حيث ساهم في تسهيل التواصل بين المهاجرين والمؤسسات الفرنسية، وكان دعامة أساسية في تحسين حياتهم اليومية وتوطيد العلاقات بين الطرفين.

إلا أن أبرز إنجازاته جاء في عام 2024، حين تبرع بقطعة أرضية تبلغ مساحتها 2000 متر مربع في منطقة أيت براييم بالقرب من مدينة تيزنيت. هذه الأرض ستكون أساسًا لمؤسسة خيرية ضخمة في إطار شراكة مع العصبة المغربية لحماية الطفولة تحت إشراف صاحبة السمو الأميرة للا زينب. ستقدم المؤسسة خدمات عامة للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة والمشردين، وستحتوي على ورشات تدريبية ومرافق طبية لهذه الفئات الهشة.

ومن المرتقب أن تُعطى انطلاقة هذا المشروع الخيري أواخر هذا الشهر، ليبدأ في تحقيق أهدافه النبيلة في تقديم الرعاية الصحية والدعم الاجتماعي للأشخاص الأكثر حاجة في المجتمع. هذه المؤسسة ستكون بمثابة بصيص أمل للعديد من الفئات الهشة في المنطقة.

مشروع السيد كويجان إبراهيم ليس مجرد دعم مالي أو مادي، بل هو رسالة إنسانية واجتماعية تعكس روح التضامن التي يحملها، وحرصه على ترك بصمة إيجابية في حياة آلاف الأشخاص الذين هم في أمس الحاجة إلى الرعاية والدعم.

ويمثل السيد كويجان إبراهيم نموذجًا ملهمًا للمهاجر المغربي الذي لم ينس جذوره في قصبة إبودرارن أيت ابراييم، وكرس حياته لخدمة وطنه الأم وجاليته في المهجر، مما يجعله شخصية جديرة بالتقدير والاحترام.

لا يمكن نسخ هذا المحتوى.