تحقيق24: يونس سركوح،
في ظل النقاشات التي أُثيرت حول الهوية البصرية الجديدة لمدينة تيزنيت، قدّم عبد الله غازي، رئيس المجلس الجماعي للمدينة، توضيحات تفصيلية حول المشروع الذي يُعتبر جزءًا من رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز جاذبية المدينة وتحسين صورتها لدى الساكنة والزوار على حد سواء. ووفقًا لما ورد في تدوينته على حسابه الرسمي بالفيسبوك، أوضح غازي أن مدينة تيزنيت ظلت لعقود تعتمد شعارًا تقليديًا من صنف “شعارات النبالة” (Armoirie)، وهو ما لم يكن كافيًا لتلبية احتياجات التسويق المجالي والتواصل المؤسساتي.
وأضاف غازي أن الهوية البصرية الجديدة تأتي كجزء من برنامج عمل الجماعة، الذي صودق عليه خلال دورة 30 ديسمبر 2022. المشروع تم تصميمه ليكون أكثر من مجرد شعار، بل ليعكس روح المدينة وتاريخها الغني بطريقة حديثة ومبتكرة. وأشار إلى أن إعداد هذه الهوية استند إلى مقاربة تشاركية تضمنت عدة مراحل، من بينها إطلاق مسابقة تفاعلية على مواقع التواصل الاجتماعي، والاستعانة بخبرة معماري شاب من أبناء المدينة، وتنظيم ورش عمل مع فنانين وتقنيين محليين، إضافة إلى إشراك تلاميذ بكالوريا الفنون التطبيقية.
واستوحى الفريق المكلّف بالتصميم العناصر الرئيسية للهوية البصرية من التاريخ المحلي للمدينة، بما في ذلك الملامح العمرانية للمدينة العتيقة، والألوان المميزة التي تعبر عن أصالة المنطقة. وتم عرض التصور النهائي على المجلس الجماعي خلال دورته العادية لشهر أكتوبر الماضي، حيث تمت المصادقة عليه بالإجماع.
وأكد غازي أن المشروع لم يكن نتيجة قرار اعتباطي أو لحظي، بل ثمرة عمل مدروس وممنهج استهدف تحقيق رؤية شاملة لتطوير المدينة. كما شدّد على أن الهوية البصرية ليست مجرد شعار أو لوغو، بل تشمل سردية متكاملة تعكس الهوية الثقافية والتاريخية للمدينة. وأوضح أن التفاوت في تقييم هذا النوع من المشاريع أمر طبيعي، لكنه دعا إلى التركيز على الانتقادات البناءة التي يمكن أن تسهم في تحسين المشروع.
واختتم غازي توضيحاته بالتأكيد على أن الهوية البصرية الجديدة ستكون واجهة لمجموعة من المشاريع الكبرى التي ستشهدها تيزنيت في المستقبل القريب، مشيرًا إلى أن هذه المشاريع ستعزز مكانة المدينة كمركز حضاري وسياحي، وستسهم في تحسين ظروف عيش الساكنة.