يونس سركوح،
تُعد تظاهرة “تيفلوين” حدثًا ثقافيًا بارزًا بمدينة تيزنيت، يعكس عمق التراث الأمازيغي ويُبرز جمالياته عبر مختلف الفنون والمظاهر الثقافية. المهرجان، الذي يجمع بين الفنون، الحرف التقليدية، والموروث الشعبي، يُجسد التزام المنطقة بالحفاظ على هويتها الثقافية وتعزيزها في إطار معاصر يواكب تطلعات الأجيال الجديدة.
ويشهد المهرجان مشاركة واسعة من فنانين، حرفيين، وجمعيات محلية، مما يُسهم في إثراء البرنامج الفني والثقافي للتظاهرة. هذه المشاركة ليست مجرد استعراض للتراث، بل هي تعبير عن عمق الانتماء إلى هوية أصيلة تُشكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ المغرب المتنوع.
“تيفلوين” ليس فقط حدثًا ثقافيًا، بل هو منصة لتعزيز التكافل الاجتماعي وتجسيد قيم التضامن. من خلال الفعاليات التي تُقام على هامش المهرجان، تُتاح فرص للقاءات بين السكان المحليين والزوار، مما يُعزز من الروابط الاجتماعية والإنسانية. كما أن الجمعيات والمنظمات المشاركة تعمل على تسليط الضوء على قضايا مجتمعية مهمة، ودعم الفئات الهشة عبر مبادرات تُرسخ قيم التعاون والتآزر.
وعلى الصعيد الاقتصادي، يشكل المهرجان دفعة قوية للتنمية المحلية. فهو يستقطب الزوار من مختلف أنحاء المغرب وخارجه، مما ينعكس إيجابًا على الحركة التجارية والسياحية في المدينة. الأسواق المحلية تشهد رواجًا كبيرًا، خاصة في مجال الصناعات التقليدية، مثل الحُلي الفضية التي تُعتبر علامة بارزة لتيزنيت، إلى جانب المنتجات الفلاحية والحرفية التي تعكس غنى المنطقة وتنوعها.
يشكل المهرجان أيضًا فرصة للترويج لصورة تيزنيت كمركز ثقافي وسياحي فريد، حيث تتكامل الأنشطة الثقافية مع جهود التنمية المستدامة. وهو ما يجعل من “تيفلوين” نموذجًا يحتذى به في كيفية استثمار التراث الثقافي كرافعة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وفي ظل هذا الزخم الثقافي والاجتماعي، تُواصل “تيفلوين” تعزيز رسالتها النبيلة التي تتجاوز مجرد الاحتفاء بالماضي لتصبح جسرًا نحو المستقبل. فهي تجمع بين الأصالة والحداثة، وتُجسد رؤية شاملة تُعزز قيم التضامن، الانفتاح، والتنوع الثقافي، مما يجعلها حدثًا استثنائيًا في المشهد الثقافي المغربي.