محمد مسير ابغور
من خلال الحدث الاخير الذي عرفتها مدينة بن احمد قرب السطات والتي تعيش على وقع قاتل متسلسل قام بجريمتين قتل حسب الاخبار المتداولة واحتمال وجود ضحية ثالثة .يفتح نقاش عمومي غير متاح للنقاش على مستوى الغرفتين والمتعلق بالطب النفسي والامراض العقلية المنتشرة بشكل مثير للجدل .
حيث افادت تقارير رسمية سبق وان صرح بها وزير الصحة السابق الحسين الوردي على الامراض النفسية باصنافها وانواعها اصابت ازيد من نصف المجتمع المغربي لاسباب اجتماعية عديدة .وهو الذي كان بمثابة ناقوس الخطر والذي تزامن انذاك من اغلاق ضريح بويا عمر بجهة مراكش واغلاق مجموعة من الاضرحة الذي كانت شريحة من المغاربة الفقراء يلتجؤون اليه لممارسة طقوس خرافية من اجل العلاج ..
وحسب احصائيات رسمية ووضعية الطب النفسي والاهتمام بهذه الفئة التي تشكل خطرا على نفسها وحتى على المجتمع والمحيطين بها والتي تفتح نقاشا هاما بالاعتماد على مقاربة شمولية ومعمقة من حيث اهتمامات وزارة الصحة بعدد المستشفيات المختصة بالطب النفسي والعقلي والذي لا يفوق عددها 11 مؤسسة صحية ومراكز صغيرة تابعة للوزارة كدليل مهم على انها غير مهتمة بالطب العقلي كاهتماماتها بالامراض الاخرى .هذه المراكز التي تفتقد الى اليات التتبع والمواكبة للحالات الصحية العديدة مما جعل شوارع المغرب مكتضة بالعاهات النفسية وظواهر التشرد الذي لم تسلم منها المدن المغربية بشكل عام .
ان الاجراءات الوقائية والعلاجية التي تعتمد عليها هذه المؤسسات المذكورة غير قادرة على تقديم خدماتها للكثافة السكانية والنمو الديمغرافي الذي عرفه المغرب .مما جعل هذه المراكز والمستشفيات تعيش ضغطا كبيرا من حيث الوافدين عليها مما تجعل عملية المواكبة الصحية غير مجدية ومنتجة لقلة الاسرة الطبية لهذه الفئة والموارد المالية والادوية التي لا تهتم بها الوزارة المعنية .وذالك بالاعتماد على الادوية والمهدئات بشكل غير منتظم ومستمر والتعامل مع هذه الفئة بشكل عادي غير ابهين بخطورة المرضى المنتشرين في الشوارع العمومية ووسط المدن وحتى القرى النائية ..
فبالرغم من قلة المراكز الاستشفائية ومستشفيات الطب العقلي مقارنة مع الكم الهائل من المصابين بالامراض العقلية والذي تجاوز ارقام قياسية خيالية يبقى عرض وزارة الصحة لا يكفي حتى لنسبة قليلة من المرضى وخاصة عندما نقارن بعدد الاسرة في هذه المراكز والذي لا يتجاوز 2500 سرير .اغلبا لا تحقق المدة الكافية للعلاج بسبب الضغط التي تعيشه وضعف السياسة الدوائية لهذه الفئة والتي اغلبها من بؤر الهشاشة والفقر وليس باستطاعتها استعمال المهدئات والادوية مما يجعل اسرهم التخلي عنهم وتعريضهم للتشرد واللجوء للشارع العام وتشكيل خطر بالمجتمع وتهديدات للسلامة الجسدية والبدنية لانفسهم وعوائلهم وحتى المحيطين بهم .
ان معضلة المختلين عقليا والمرضى النفسيين مشكل يجب الاهتمام بها لانها تعرف ارتفاعا مهولة لاسباب عديدة منها المخدرات وحبوب الهلوسة بالاضافة الى الاضطرابات النفسية الوراثية والناتجة عن الاحوال الاجتماعية والفقر والبؤس الاجتماعي .والتي انتجت ظواهر لا يمكن تجاهلها اهمها ارتفاع نسبة الانتحار بين الفئات الاجتماعية بمختلف تركبتها الاجتماعية لم تسلم منها حتى الاسر الثرية والغنية بسبب عدم الاهتمام من مؤسسات اجتماعية ووزارة الصحة .والاكتفاء بالمقاربة الامنية والسلطات المحلية التي يبقى دورها فقط في الحملات الموسمية .لغياب اليات العمل وضعف البنية الصحية والمؤسسات والملاجئ ومأوي لهذه الفئة لتمتيعها بقسط وافر من مدة العلاج الكافي بدل جعلها حلول ترقيعية لا يتجاوز مدة العلاج اشهر قليلة ثم ارجاعهم للشارع في انتظار تسجيل جرائم اخرى مثيلة بجرائم بن احمد .