يونس سركوح
في خطوة ترمي إلى تعزيز البنية التحتية الحضرية وصيانة المعالم التاريخية، أطلقت جماعة تيزنيت صفقتين جديدتين تهدفان إلى إعادة تأهيل ساحة المشور التاريخية وترميم القصبة الكولونيالية، وذلك بكلفة إجمالية تفوق 39 مليون درهم.
وتأتي هاتان الصفقتان في إطار رؤية شاملة تروم النهوض بجاذبية المدينة السياحية، وتحسين جودة الحياة لفائدة السكان والزوار، مع الحفاظ على الطابع المعماري والتراثي العريق الذي تتميز به مدينة تيزنيت، المعروفة بكونها عاصمة الفضة.
وتشمل الصفقة الأولى، التي خصص لها غلاف مالي يقارب 21 مليون درهم، مشروع إعادة تهيئة ساحة المشور، إحدى أهم الساحات التاريخية بالمدينة. ويروم هذا المشروع تحديث الفضاء العمومي دون المساس بالهوية المعمارية والتراثية للمكان، من خلال تهيئة المساحات الخضراء، وإحداث ممرات للمشاة، وتوفير مرافق عمومية، فضلاً عن اعتماد نظام إضاءة عصري يراعي جمالية الفضاء وخصوصيته التاريخية.
أما الصفقة الثانية، التي تقدر كلفتها بحوالي 18 مليون درهم، فتهدف إلى ترميم وتثمين القصبة الكولونيالية المجاورة لساحة المشور. ويهدف المشروع إلى تحويل هذا المعلم التاريخي إلى فضاء متعدد الوظائف، يدمج بين الثقافة والسياحة والخدمات، مع الحفاظ على ملامحه المعمارية الأصيلة، بما يعزز من دوره كمكون ثقافي وسياحي بارز في قلب المدينة.
وتعكس هذه المشاريع الإرادة القوية لدى جماعة تيزنيت لتعزيز البنية التحتية وتثمين التراث المحلي، بما يخدم التنمية المستدامة للمدينة. كما يُنتظر أن تُسهم هذه التدخلات في إحداث دينامية حضرية جديدة، من خلال تنشيط المجال الاقتصادي والسياحي، وخلق فضاءات نوعية لفائدة الساكنة والزوار على حد سواء.
ويُذكر أن جماعة تيزنيت تعمل، في إطار مخطط تنموي متكامل، على تنفيذ سلسلة من المشاريع التي تستهدف تأهيل النسيج الحضري، وتثمين الموروث الثقافي، وتحسين الخدمات الأساسية، في أفق ترسيخ موقع المدينة كوجهة سياحية وثقافية ذات إشعاع محلي ودولي.